المقالات

التظاهرات للاصلاح وليس الافساد

1551 2020-02-18

حافظ آل بشارة

 

بين الحين والآخر تنشر بعض المواقع والصفحات صورا للقنصل الامريكي في البصرة وهو يستضيف عددا من البنات المحجبات ، ويلتقط معهن صورا بعنوان اختتام دورة ثقافية او استقبال او احتفال ، وهناك اخبار تتحدث عن دورات ترعاها السفارة الامريكية والقنصلية للشباب العراقي من الجنسين حول اعداد القيادات الشابة وتطوير الموارد البشرية والمجتمع المدني والحريات وغير ذلك ، وتركز على المناطق الشيعية ، واغلب قادة التظاهرات الحالية هم من اؤلئك الشباب .

السؤال الذي يتبادر للذهن هل ان القنصلية او السفارة تقوم بهذا العمل باتفاق مع السلطات العراقية؟ وهل هناك تنسيق مع وزارة الشباب والرياضة او وزارة الثقافة او وزارة العمل والشؤون الاجتماعية او وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟ او وزارة الخارجية او اي جهة أخرى لا نعرفها ؟ فتثقيف الشباب موضوع سيادي وله علاقة باستقلال البلد ، وله علاقة بالتنمية الثقافية واتجاهاتها واولوياتها .

ليس لدى الحكومة اي جواب حول الموضوع ، بل هناك نقطة ضعف كبيرة تشجع وتسهل التدخل الاجنبي في تثقيف الشباب وهي عجز الحكومة منذ التغيير وحتى الآن في تنفيذ تنمية ثقافية شاملة للشباب ، ونشر ثقافة التسامح والتعددية والتعايش والاندماج والوحدة الوطنية والتحول الديمقراطي وغير ذلك من المفاهيم . الاهمال وغياب الرؤية الحكومية يجعل الشباب يشعرون بفراغ حقيقي ويتفاعلون مع اي مبادرة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم ودورهم وان كانت خارجية ، حاليا بدأ هذا النهج يعطي نتائج مضرة من خلال الخلط الجاري في الشارع بين ما هو مطلبي وما هو عقائدي او سياسي ، هذه التظاهرات هي الوسيلة الشرعية لهذا الشعب المعذب للمطالبة بحقوقه ، لكن لماذا هذا الخلط بين المطالب الحقوقية وموضوعات اخرى ، فمن حق المظلومين ان يهاجموا الفساد والفاسدين والفشل والظلم ويطالبوا بالتغيير ولكن لماذا يجري استهداف واسقاط العقائد المقدسة والدين والقيم الثابتة والرموز الحضارية للشعب ومقومات الهوية الوطنية والدينية مع انها ليست هي السبب في هذه المظلوميات ، بل بالعكس فان عدم التزام الطبقة السياسية بالدين والقيم الاخلاقية هو الذي ادى الى هذا الفساد والفشل والفوضى والعجز ، الاسلام والقرآن والمرجعية وثقافة الدفاع والتضحية هي عناصر الاصلاح والثورة والاستقامة في هذه الأمة فلماذا تجري الاساءة لها هل هو جهل ام موجة غضب ام سلوك مقصود ؟

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك