عبد الزهرة البياتي
اليوم.. الأحد السادس عشر من شهر شباط الحالي، من المرجح أن يعقد مجلس النواب العراقي جلسة استثنائية هدفها ومحورها الأساس منح الثقة للكابينة الوزارية التي كُلّف بتشكيلها السيد محمد توفيق علاوي مطلع الشهر ذاته من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح..
اليوم، البرلمان أمام لحظة تاريخية واختبار حقيقي لإثبات جدارته وحرصه على المصلحة الوطنية العليا.. اليوم ليس مقبولاً وليس معذوراً فيه لأي نائب أن يغيب أو يتغيب أو يمرض أو يتمارض أو يدردش في الكافتريا أو ينقاد كما القطيع بإيعاز من رئيس حزبه أو كتلته.. اليوم في هذه الجلسة تحديداً نريد النصاب متكاملاً وحتى من كان مريضاً فعلاً أو مصاباً بـ(الحريشي) عليه أن ينهض من فراشه ويتوكأ على عصاه أو كتف قريب له ويذهب ليكون مع الحاضرين..
اليوم نريد أن يستحضر السادة النواب كل صورة العراق من أقصاه إلى إقصاه ويستذكروا دماء الشهداء الأبطال التي سالت على أديم الوطن من أجل تطهيرها من الأوغاد والدواعش الأوباش.. ويستحضروا أمامهم دماء شباب نزفت في سوح التظاهر في بغداد ومدن الضيم في الوسط والجنوب وهم يطالبون بوطن يعيش فيه الجميع بكل كرامة ورفاه ومساواة وليس هناك أباطرة وعبيد وليس هناك فيه من يكابد لأجل لقمة خبز وآخر (منغنغ ويأكل ثلاث وجبات من الثريد)..
اليوم نريد من النواب أن يسجلوا في تاريخهم وقفة تثلج الصدور ويصفق لها الشعب بحرارة تغلي وتفور.. لا تبصموا على شيك بلا رصيد ولا تصوتوا بـ(نعم) عندما تكون الحكومة الجديدة نسخة كسابقتها العتيقة مباعة ومشتراة في البازارات، كما يشيع البعض في الفضائيات، وانتفضوا عندما تكون الكابينة الوزارية قد شكلت وفق المقولة الشعبية (بدّلنا عليوي بعلاوي)!
نريد، يا نواب، كابينة مستقلة وكفاءات وخبرات من الباب إلى المحراب، فقد مللنا نحن الشعب من كل ما هو مستهلك وسكراب الذي لم ينتج لنا سوى الخراب!! أما أنت يا رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي فنريد منك أن تأتي بكابينة مستوفية ومستجيبة لشروط الشارع والمرجعية العليا كي تنال الثقة وتختزل الطريق، وأطلب منك إذا ما شعرت بأن هناك من أملى عليك أو اشترط، أن تفضحه تحت قبة البرلمان وليحصل الطوفان.. لات وقت مجاملات.. لات وقت بيع أو شراء.. الشعب يريد مكاشفة ومصارحة.. أما أنتم أيها السادة، جميعكم بلا استثناء، ما عليكم إلّا تغليب مصلحة العراق وشعبه فوق مصالحكم الشخصية كما شخّصت ذلك المرجعية، واعلموا أن أي تأخير سيدفع ثمنه الوطن من عافيته وتقدمه واستقراره وازدهاره، الخيرون كثر، وتذكروا إن (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)