المقالات

من هو عدو الشعب العراقي الحقيقي ؟ ايران أم أمريكا؟!


د. محمد العبادي

                          

اظن ان عدونا الأول هو الجهل ، وعدونا الثاني هو ضعفنا . يحدثنا التاريخ عن مواقف هزيلة صنعها الجهل ولم تميز بين الحق والباطل مثل موقف ( ابو موسى الأشعري ) في قضية التحكيم في دومة الجندل حيث وضع هذا الشخص الإمام علي ومعاوية في كفة واحدة وتبرأ منهما ! ويحدثنا التاريخ ان امير المؤمنين علي الذي قضى عمره في جهاد الكافرين والمشركين والذي كان يرقب أوقات الصلاة حتى في الحرب واستشهد وهو ساجد في محرابه ؛  أشيع عنه أنه لا يصلي! وصدقت طائفة من هذه الأمة  بذلك نتيجة للجهل.                 

 اكره للناس ان تحمل رؤوسهم عقلا كعقل ابي موسى لا يفرق بين العدو والصديق واكره للناس ان يصدقوا كذب الشيطان واشاعاته في ان ايران هي العدو وأمريكا وحلفائها هي الصديق !!!              

 بعيدا عن الأقوال والأقوال المقابلة لها لنتحدث بلغة المعلومات والأدلة عن كل طرف ونمتطي صهوة الموضوعية في تسمية الأسماء بمسمياتها .

 لناتي  إلى أمريكا وتدخلها في العراق أولا ، ثم نعرج منها في الحديث عن ايران .                       

  نعلم ان أمريكا لديها قدرات كبيرة في نواحي كثيرة وتعتبر زعيمة ما يسمى بالعالم المتقدم . هذه القدرات والامكانيات المفرطة استخدمتها كادوات لخدمة مصالحها في بلدان العالم الثالث وحتى مع الدول الأخرى المتقدمة . إمكانياتها الكبيرة تم توظيفها في خدمة أهدافها الاستعمارية في الهيمنة على الشعوب وزرع الفتن بها وتقسيم أراضيها ونهب ثرواتها . وهو ما يجري في أكثر من بلد تدخلت فيه أمريكا . ويعتبر العراق وأفغانستان  كامثلة سافرة لتدخلها السلبي .

 أخشى أن أطيل الحديث ولذا ساشير إلى مدى عمق التدخل والهيمنة الأمريكية في العراق . لنتجنب الحديث عن حرب ال ٨ سنوات وكيف دفعت النظام السابق مع حلفائها لخوض حرب النيابة مع ايران وذهب نتيجة ذلك مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء وتدمير المدن وتبديد الثروات في حرب بلا معنى! لنتجاوز عن كل  ذلك ونذكر حربها وتحشيدها ضد العراق في حرب الكويت في عام١٩٩١م والتي خسر فيها العراق وتم تدمير الته العسكرية واقتصاده ، ثم بدأت بالحصار الاقتصادي والذي استمر لأكثر من (١٣) عاما . وقتل نتيجة الحصار أكثر من (١٣٠٠٠٠) طفلا مضافا إلى آثار الحصار النفسية هذا فضلا عن ايقاف عجلة كل حركة للنمو والتطور .

ثم في ٢٠٠٣م جاءت امريكا مرة اخرى بتبريرات وتقارير كاذبة حسب اعترافاتهم وقتلوا الناس ودمروا بقايا الحياة في العراق ودخلت قواتهم والتي كانت تقدر (١٨٠) الف عسكري امريكي وبريطاني وعملوا على اذلال العراقيين وحسبك مماجرى في ابي غريب من تعذيب وجرائم اخلاقية ، وكانوا اصحاب اليد العليا حتى كأنت عجلاتهم ومصفحاتهم العسكرية عندما تخرج من مخبئها كأنها تتجول في إحدى الولايات الامريكية وكانوا في دورياتهم يحتكرون الشوارع باستعلاء ولايسمحون لاحد ان يتقدمهم تحت ذرائع امنية ولم تخرج تلك القوات الا بعد سنة ٢٠١١م .

 وبموازاة ذلك كانت الشركات الأمنية الامريكية بالعشرات وعدد مرتزقتها أكثر من أربعين الف كحد اقل هذا فضلا عن السفارة الأمريكية والتي تشغل مساحة أكبر من مساحة أكبر منظمة دولية وهي  ( الامم المتحدة ) بستة مرات وأكبر من مساحة الفاتيكان وكان عدد العاملين فيها أكثر من (١٦ ) ألف موظف وديبلوماسي !!! حتى ان السنوات الأولى كان هناك مستشارون امريكيون  يقدمون استشاراتهم لإدارة الوزارات !!! لقد كان غزوا أمريكيا للعراق بكل ما تعني الكلمة من معنى !!! ولايزال هذا الغزو متربعا على العراق حيث توجد حاليا أكثر من (١٤ ) قاعدة عسكرية وتوجد قواعد أخرى قيد الانشاء وعدد القوات هو أكثر من (٥٢٠٠) الف عسكري فضلا عن الشركات الأمنية والتي بفضلها لم ينعم العراق بالهدوء والاستقرار وتتقاضا رواتب نجومية على حساب أبناء العراق .

لقد استولت أمريكا على مصادر النفط والطاقة وسيطرت حتى على اقتصاد العراق وعملاته وتحويلاته  فلا يستطيع العراقي تحويل حتى ١٠٠٠$  إلى ايران !!! وحتى ودائع العراق المالية يمكنها أن تضع يدها عليها بذريعة واخرى .

 ثم هناك مسألة أخرى مغفول او عنها وهي ان أمريكا تسيطر على ثقافيا وسياسيا وحتى أنها تتحكم بالرأي العام عبر امبراطورتها الإعلامية الإلكترونية  وعبر أعلامها المباشر الحسي والمسموع والمقروء و أكثر مواقع التواصل الاجتماعي والإلكتروني تسيطر عليه هذه الدولة المستحمرة والمستغلة للشعوب وتوجد شركات استشارية وشركات للسلوك وشركات لتوجيه الرأي العام تعمل في خدمة المشروع الأمريكي وتنفق مئات آلاف  الدولارات في تطويع رقابنا لأولئك الذين استعبدونا واستحمرونا  .

وازيدكم من الشعر بيتا هو ان أمريكا لا تحترم الشعب العراقي وقد وضعت هذه الدولة الاستعمارية في ضمن الدول الإرهابية إلا أن توسلات حكومتنا وبعض الأحزاب الموالية لامريكا ونصائح المستشارين في البيت الأبيض ساعدت على شطب الاسم من تلك القائمة .

 هذه هي بعض افعال أمريكا ونظرتها للعراق على أنه مثل باقي دول الخليج بقرة حلوب ( أحب ابامروان من أجل تمره ) .

أما ايران فموضوعها طويل ويحتاج الى وعي لفهم موقفها . انا لست وكيلا عن ايران ولا انتمي إلى جهة سياسية لكن ادور مع الحق حيثما دار وشاهدت الحقيقة عن حس مباشر وليس عن مسموعات ولا عن إذاعات تدور حيثما دار السلطان أو المال دورته .

 انا شخصيا لا استطيع ان اصدق ان الشعب الإيراني الذي تخلص من الظلم يمارس الظلم على شعب آخر ولا استطيع ان اصدق ان قائد الثورة الزاهد والذي يقترض من مسؤول مكتبه لشراء  حاجات بيته والذي يفترش حصيرا وبسطا بالية تند منها رطوبة الأرض لا استطيع ان اصدق طمعه في العراق .

 لا استطيع ان اصدق قائد الثورة والذي لديه أربعة اولاد لم يدخلوا إلى السياسة ولم يستغلوا منصب والدهم في الدخول الى السياسة ويعيشون مثل الناس براتب حوزوي اقل من ١٠٠دولار لا استطيع ان اصدق حكاية طمعه بالعراق . لا استطيع ان اصدق ان الثورة التي أنجبت الرئيس الشهيد رجائي والذي كان معلما ويعمل مع الناس في الأسواق ولم يتغير بعد منصبه،

 لا استطيع ان اصدق أن هذه الثورة تحتل العراق أو تتدخل فيه .

 لا استطيع ان اصدق ان الثورة التي أنجبت وزيرا يتحرر من منصبه ويبقى على سيرته الأولى فقيرا يتردد إلى صلاة الجمعة بدراجته النارية ( ماطور سيكل ) لا استطيع ان اصدق تدخلها في العراق . لا استطيع ان اصدق ان الثورة التي أنجبت رئيس لجنة الدفاع والأمن والذي لازال يسكن في بيت للايجار لا استطيع ان اصدق كذبة طمع  هؤلاء في العراق . لا استطيع ان اصدق ان البلد الذي فيه من كل الثمرات وأرضه كبيرة وخيراته كثيرة يطمع في خيرات العراق . لا استطيع ان اصدق ان البلد الذي يمد العون لفلسطين واليمن وسوريا وامتزجت دماء أبنائه مع أبناء العراق هو بلد يريد ان ينهب ثروات العراق . لا استطيع ان اصدق ان البلد الذي لو اعلن اعترافه بإسرائيل لرفع عنه الحصار وفضل ان يساند الشعب الأعزل لديه أطماع في العراق .                                 ان ايران تجاورنا بحدود تمتد إلى أكثر ١٢٠٠كم ومع ذلك فإن حجم مبادلاتنا التجارية معها لا تتعدى(١٧)مليار دولار في السنة وهذا الرقم متواضع جدا اذا ماقيس بامريكا أو الصين حيث ان مبادلاتنا أو تجارتنا مع هذه الدول تقدر بعشرات المليارات مع انها بعيدة عنا جغرافيا وحتى تركيا التي تحاذي شمال العراق بمساحة (٣٦٧)كم وهي اقل من ثلث مساحتنا المجاورة لإيران حتى تركيا تكاد ان تتساوى مع ايران في حجم التبادل التجاري مع العراق وعند تركيا (١٢) الف شركة تصدر منتوجاتها إلى العراق . فأين هو التدخل والطمع في خيرات العراق ؟!                        ان ايران تحترم العراق وعنما يأتي المسؤول الإيراني إلى العراق لا يأتي خلسة بل يأتي علنا ويلتقي بالمسؤولين على اختلاف توجهاتهم على عكس الأمريكي يأتي خلسة ومن دون علم أو إذن السلطات في العراق ! القيادة في ايران خاطبت الشعب العراقي بكلمات الاحترام والتقدير مثل ( الشعب العراقي الكريم ..الشعب العراقي العزيز ...الشعب العراقي المسلم ...) وعلى العكس من ذلك خاطبت القيادة الأمريكية واعتبرت العراق في ضمن الدول الإرهابية ثم مسحت اسمه من القائمة الأمريكية وينظرون إلى العراق على أنه بلد مستباح حتى أن الرئيس الأمريكي يقول عليهم ان يدفعوا ثمن بناء القواعد التي تم بنائها في العراق بل لا يحترم الأمريكان  حتى قرارات البرلمان ويهددون العراق في حين لم نسمع كلمة تهديد واحدة من المسؤولين الإيرانيين ضد العراق  و..و..الخ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك