المقالات

شهيد يتحدث عن شهادته ؟!!


 

محمد حسن الساعدي

 

 

لقد حضي الشهيد بالتكريم والتبجيل لما خصه به الله من مكانة حميدة ، وعرفان له لما قدمت يداه من تضحيات جسام فهو الذي لبى وضحى بالروح والجسد دفاعا عن الوطن والحرية والشرف صادقا عهده ولم يبدل تبديلا ، كما ان الاحتفاء يأتي انطلاقا من قناعة بأن مقام الشهيد في أعلى مقامات التبجيل والتذكير والأيام الوطنية والعالمية التي تعود شعبنا أن يحتفل بها على المستوى الرسمي والشعبي ونظرا لأن مكانة الشهيد معززة عند الله وعند البشر لأنه هو الوقود الذي أشعل لهيب الحرية وهو المصباح الذي أنار درب السيادة والاستقلال وبالنظر إلى أن الشهيد يبقى في كل الأزمان المتعاقبة رمزا للحرية والكرامة التي ينعم بها الشعب حاضرا ومستقبلا وبالنظر إلى أن الشعب العراقي قدم قوافل الشهداء الأبرار قربانا إلى مذبح الحرية من هنا فأن الهدف والغاية المقصودة من وراء اعتبار يوما وطنيا للشهيد إنما هو من أجل ترسيخ قيمة الشهيد وعظمة تضحياته في مقدمة هذا الشعب من أجل الحرية .

الاحتفال بذكريات العظماء وفاء, و أي وفاء .. لأنهم وفوا بما عاهدوا عليه الله و الشعب و النفس, و حققوا أمانيهم بخاتمة الاستشهاد.. فالذكرى لا تقام من أجلهم كأشخاص, و لا من أجل الذكرى, بل تقام, لأن حياتهم جزء من تاريخ هذا الوطن العظيم, فتذكرهم و إقامة الذكريات لهم تذكير للأجيال على مدى العصور, بما قدمه أجدادهم و آباؤهم من تضحيات غالية, كي يتحرر الوطن, و يسعد أبناؤه, و ينعموا بالحرية فوق أرضهم..

إن وراء كل عظيم من عظمائنا قصة, و بطولة, و أمجاد تعتز بها أجيال الغد, و تتباهى بسجلها الذهبي الثري بالرجال و الأبطال, و قد كان لنا هذا السجل في ماضينا, و لكن أيادي المستعمر عاثت فيه حرقا و فسادا, و أيدناه نحن بصمتنا, و تجاهلنا... و ها هو جيل ما بعد الاستقلال يقارن بين سجلات الشعوب الأخرى و سجلنا, فيرى هذا هزيلا جدا ... و لولا ثورة التحرير لكان تاريخ رجالنا و سجل حياتهم أهزل سجل في الوجود.

كانت حصة علماء الشيعة كبيرة ، وكانت تصفية المراجع الكبار أبتداءً من الأمام الخوئي والشهيدين الصدرين،إلى باقي العلماء وتدميره وحاربته للمدن المقدسة في البلاد إلى نيله من آل الحكيم حيث أستشهد أكثر من 19عالماً وفقيهاً من أسرة واحدة وفي مقدمتهم السيد مهدي الحكيم والذي كان سفيراً لمرجعية والده الإمام محسن الحكيم (قدس)، وغيرهم من علماء وفقهاء ومفكرين كان لهم الفضل في حماية المجتمع من التفكك والانهيار، كما عمد النظام السابق على استهداف الحوزة العلمية في الندف الاشرف من خلال زرع عملاءه وجواسيسه في داخل بيوتات ومكاتب المراجع ومدارس الحوزة العلمية بما يحقق أهدافه وغاياته الخبيثة في إسكات صوت الحق وإنهاء دور أي صوت يختلف مع صوت الديكتاتورية والتسلط والظلم.  

لقد مارست الأنظمة القمعية أبشع أنواع الظلم والقمع ضد أبناء الشعب العراقي،فعمدت إلى سحق وجوده،م وتمزيق أواصره ،بل أكثر من ذلك أوجدت الفرقة بين مذاهبه وقومياته وبما يضمن سيادته على الجميع وفق مبدأ"فرق تسد" وأول ما أستهدف هذا النظام القمعي هم العلماء والمراجع والمفكرين في كل المذهبين ( السني والشيعي) على حد سواء، فمن استهداف الشيخ عبد العزيز البدري إلى بقية العلماء السنة الذين سحقتهم ماكينة البعث الدموية والتي تسلطت على رقاب الشعب العراقي لأكثر من أربع عقود، وكان يهدف من هذا الاستهداف لعلماء الدين إفراغ الأمة الإسلامية من علماءها وفقهاءها ومفكريها لتسود الظلمة بلاد الرافدين، ويعيش العشب العراقي في نفق مظلم يسوده الظلم والجهل والتخلف، إلى جانب تحقيق أهدافه في إنهاء أي وجود للعلم والعلماء .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك