المقالات

العراق بين حكومة علاوي والفوضى


مهدي المولى

 

  وصل العراق الى مرحلة حرجة وصعبة  الى مفترق طرق اما السير في طريق الديمقراطية او العودة الى الدكتاتورية اما الحرية او العبودية اما  حكم الشعب او حكم الفرد العائلة اما حكومة علاوي او العودة الى حكومة صدام وزمرته

منذ تحرير العراق في 2003 من عبودية الفرد الواحد  الرأي الواحد العائلة الواحدة والقرية الواحدة و العراقيون في حالة تخبط عشوائي بين شد وجذب بين تطلعات أ أبنائه التي تدفعه الى الأمام وترفعه الى الأعلى وبين الواقع المتخلف الذي يسحبه الى الوراء بين قيم العبودية و أخلاق الدكتاتورية وبين قيم الحرية و أخلاق الديمقراطية    لان قيم الدكتاتورية والعبودية هي السائدة والغالبة والمسيطرة وهي التي تتحكم بنا كما اننا غير مهيئين لقيم وأخلاق الحرية والديمقراطية وهذا هو السبب الرئيسي بل الوحيد وراء الفوضى التي نعيشها منذ التحرير في 2003 وحتى الآن لأننا استخدمنا قيم وأخلاق العبودية والدكتاتورية في واقع حر وديمقراطي

للأسف هذه الحالة استخدمت من قبل العراقيين في مرحلة الحرية والديمقراطية اي في مرحلة التعددية الفكرية والسياسية في مرحلة حكم الشعب  حكم الدستور والمؤسسات الدستورية لهذا فشلنا فشلا تاما وكاملا وكانت أكثر سوءا من زمن العبودية والدكتاتورية

لا شك ان الديمقراطية والتعددية  في العراق قلبت بدلت وغيرت الأوضاع في العراق رأسا على عقب  وبدأ عراق جديد وشعر أغلبية العراقيين لأول مرة أنهم عراقيون  وان العراق عراقهم وأنهم جميعا متساوون في الحقوق والواجبات و انهم أحرار في تفكيرهم في رأيهم بعد ان كانوا محرومين من كل ذلك في زمن العبودية والدكتاتورية في زمن صدام وزمرته

المعروف ان الدكتاتورية لا تحتاج في سيطرتها واستمرار حكمها الا على دكتاتور مجرم فاسد  حقير عميل لا يملك شرف ولا كرامة ولا قيم ولا مبادئ وحوله مجموعة من العبيد الأراذل الحقراء الذين يتنازلون عن كرامتهم عن شرفهم عن ربهم ويقرون ان طاعة الطاغية وعبادته والخضوع له هي الشرف والكرامة

اما الديمقراطية فتحتاج الى شعب واعيا يملك كرامة  وقيم انسانية محبا للحياة والانسان يحترم رأي الآخرين  فالديمقراطية لا تفرض على الأخرين بل الفرد فيها ينطلق من  قناعته

لا شك ان المجتمع الدولي بقيادة  أمريكا حررت العراق والعراقيين ونقلته من بحر العبودية والظلام الى بحر الحرية والنور  لكن المشكلة اننا غير مهيئين للسباحة في بحر الحرية والديمقراطية كما ان هذا التحول المفاجئ  السريع لم ينه قيم وأعراف العبودية والاستبداد المترسخة والثابتة في نفوس وعقول أغلبية العراقيين منذ آلاف السنين  كما ان عدم تطبيق الدستور والقانون تطبيقا كاملا سهل لعبيد صدام وعملاء ال سعود ان يلعبوا دورا كبيرا في فشل الديمقراطية   واذا استمر الوضع هكذا لا شك سيؤدي الى أنها الحرية والتعددية والعودة الى العبودية وحكم الفرد والعائلة على غرار حكم صدام وال سعود وهذا ما يسعى اليه ال سعود وعبيد وجحوش صدام

    وبما  أننا دون مستوى الديمقراطية والتعددية  اخترنا حكم المحاصصة التوافقية وتخلينا عن الدستور والمؤسسات الدستورية رغم ان هذا الاختيار سيؤدي بنا الى الفوضى الى تقسيم العراق ويفتح الباب لعودة العبودية وحكم الفرد الواحد والعبيد 

لا شك ان مظاهرات الأول من الشهر العاشر التي بدأت في الجنوب والوسط وبغداد في المناطق الشيعية ضد الفساد والفاسدين  ضد من اختيروا من قبلهم وهذه حالة راقية ومتطورة كنا نأمل ان تتمدد هذه المظاهرات الى المدن الشمالية والغربية الا ان  أعداء الديمقراطية وانصار العبودية عبيد صدام وال سعود حالوا دون ذلك وحصروها في المناطق الشيعية وجعلوا منها نارا لحرق الشيعة والمناطق الشيعية   وجعلوا منها دعوة لعودة داعش الوهابية وال سعود ونظام صدام

ومع ذلك ان المظاهرات السلمية الحضارية الانسانية تمكنت من فرض الكثير من  القرارات المهمة التي تدعم الديمقراطية والأصلاح في البلاد وتمنع عودة الدكتاتورية وتفشي الفساد

من  نتائج المظاهرات السلمية الحضارية أستقالة حكومة عادل عبد المهدي  واختيار رئيس حكومة جديدة هو محمد علاوي انه بداية التغيير والرقي  بداية بناء العراق

اعلموا ان الترقي والبناء لا يأتي كن فيكون وأنما يبدأ على شكل خطوات وما عبارة شلع قلع لا يطلقها الا جاهل  أحمق لا يريد شي

لهذا على دعاة الديمقراطية والتعددية والمتظاهرين السلميين محبي الحياة والعراق والذين يسعون لبناء عراق حر  يضمن لكل العراقيين المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والاعتقاد ان يكونوا مع المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة ان مهمتها لتشكيل حكومة دائمية  والا فالعراق الى الفوضى وعودة العبودية والعبيد

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك