المقالات

ولادة العظماء ... !


محمد علي السلطاني

 

لم يكن يوم العاشر من المحرم في العام ٦١ للهجرة يومأ كباقي الأيام ، بل كان يومأ عظيمأ جليلأ خالدأ غير فية مجرى التأريخ واصبحت فيه للكرامة والحرية لونأ وطعمأ اخر ، فكان اليوم الذي أسست و افتتحت فية أعظم مدرسة للولادة والخلود ما بعد الموت .

 الموت ذلك الفناء والنهاية لكل شئ ، أصبح مختلفأ  وفق قواعد الأصول و التدريس في  مدرسة يديرها ويرسي نهجها  السبط الشهيد ، فأمست الشهادة فيها محل سباق وتنافس بين العاشقين .

في ذلك اليوم قص شريط الافتتاح ، ولم يكن شريطأ من القماش الأحمر كالعادة يقتطعه مقص المحتفلين ،

 بل كانت رقبة السبط العظيم ..! قدمها ليحز اوداجها باطل تلك الامة وظلمتها ، بسيوف البغي والغدر والعدوان ، ليعلن للاحرار والشرفاء بداية موعد القبول والاختبار والالتحاق بمدرسة الشهداء الكبرى ، ليكون ذلك اليوم هو اليوم الذي تولد فيه الامة من جديد وتشرق فية شمسها لتكشف وجوه  النفاق .

ومذ ذلك التأريخ ومدرسة الحسين عليه السلام مشرعة أبوابها  ،  تستقبل وتدرس وتربي وتلهم  وتخرج الألف من عشاق  ركب الشهادة والخلود  ، فتضخ في جسد الامة رجالأ اولي بأس لاتأخذهم في الله لومة لائم ، لتكون مأثر ذكرهم مشاعل نور ومصابيح هداية يسير على هديها الثوار .

وذا التاريخ يعيد نفسه ، وتعود ايامة وأحداثه تتجدد ، لتتسلط فيها الطواغيت وتستحكم قبضتها على مقدرات الأمة ومصيرها ، تعبث فيها لتصنع وتسوق مشهدأ وتاريخأ مزيفأ ،  تحرف  فية الدين وتظلل فية العقيدة وتسحق فية القيم لتوهم فيه  الأجيال  بأن الحق باطل والباطل حق .

 وهذا عين ما فعلته  حقبة البعث وطاغوتها المقبور ، فعاث في ارض المقدسات وبعبادها ظلمأ وجورأ وعدوانأ ، فقتل من قتل وسبي من سبي وهجر من هجر فما نجى من ظلمة وبطشة بشر أو حجر ،

 فكان يزيد عصرة بأمتياز .

في خضم هذا الظرف العصيب وارهاب السلطة الغاشمة  ، بقيت ابواب  مدرسة الحسين عليه السلام مشرعة بوجة طلابها ،

فالعراق ذات العراق والطاغوت وجلاوزته هم ابناء اولئك اللقطاء ، وها هي  تجليات كربلاء تتضح معالمها  من جديد ،

في هذا الحال تكثف المدرسة الحسينية دروسها ، ويلتحق فيها العشاق زرافاتا ووحدانا ، ليلمع بين روادها حفيد علي عليه السلام

السيد الشهيد محمد باقر  الحكيم (قد) ،

ليثور ثورة فتى علوي حيدري ، فشموس مدرسة الحسين حان وقت شروقها ودق ناقوس وثوبها حي على الجهاد ، ليدوي صوت الحكيم  بوجه طاغوت زمانه كفى ...!

 فكان أعظم جهاد بوجة سلطان جائر ، فمضى في طريق ذات الشوكة ، وهو يقدم الاهل والأصحاب قربان يتبعة قربان فخذ ياربي حتى ترضى ، فكان نعم المجاهد والقائد الهمام  ، صان الأمانة ، وقارع الطاغوت ، وارسى قواعد لمدرسة حسينية جديدة ترفد الدرب بالاحرار والثوار ، حتى اختير ليرقى شهيدأ في حضرة جدة أمير المؤمنين عليه ازكى التحية والسلام  ، تعانق روحة الطاهرة القبة الصفراء ، و ترسم أجزاء جسدة المقطعة لوحة الخلود على جدار ضريح الأمير ، لينجو من ذلك الجسد المقطع شئ واحد ، له ألف معنى  ودلالة ، قطعة كأنها وسام القبول في عليين ، تحاكي كفوف قطيع الكفيين ، انه الكف المحلى بخاتم الخنصر الذي طبع عليه ختم الشهادة ، فكانت تلك الساعة هي ساعة من ساعات ولادة العظماء .

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك