المقالات

شهيد وشهداء العقيدة و المقاومة


سجاد العسكري

 

     عندما شنت قوى الاحتلال عمليات عسكرية  للاطاحة بالنظام الحاكم المتمثل بالبعث والزمرة الصدامية الاجرامية , حيث سميت هذه العمليات العسكرية باسم (عمليات حرية العراق) ومما لاشك فيه كان هدفا لجميع العراقيين الذين كانوا يعانون من سطوة وجبروت الطاغية واعوانه , لذا استبشر ابناء الشعب بالاطاحة  بالدكتاتورية ونظامه .

   رغم فرحة الشعب العراقي بزوال الطاغوت لكن المنغصات التي رافقت العمليات العسكرية لاتخلوا من مخطط ومؤامرة فهي تنقل رسائل خطرة وتحولت فيما بعد الى احتلال وتحت وصايا القوات المحتلة لذا كانت رؤيا الشهيد محمد باقر الحكيم جدا عميقة فدعى الى دراسة وضع العمليات العسكرية من الناحية القانونية من قبل رجال القانون والمختصين , وعلى القوى السياسية في البلاد بلورة رؤيا وموقف موحد بالاضافة الى الاثار المترتبة في المجتمع والقانون الدولي.

   فشهيد المحراب محمد باقر الحكيم انطلق خلال خطبه ولقائاته بتوعية الجماهير التي التفت حوله وتعريفهم بمدلول سلطة الاحتلال ومن ثم انتقل الى بيان قرار مجلس الامن (1483) والذي يؤكد على استقلال العراق وعلى سيادته وعلى ضرورة انهاء الاحتلال باقرب فرصة ممكنة , اذ ان شهيد المحراب كان يعول كثيرا على وعي الجماهير التي لابد من اخذ دورها وتحمل مسؤولياتها الملقاة على عاتقها في ظرف كان الاخطر .

   ومما جاء في هذا القرار ايضا بأن العراقيين هم المسؤلون عن ادارة شؤون العراق , فبين شهيد المحراب الموقف الشرعي والسياسي والاجتماعي , من قوات الائتلاف والتي تحولت الى قوات احتلال , بعد ما تزايد الاستياء العام , وعدم الرضا ثم تحول الى الغضب من قبل ابناء الشعب العراقي ضد هذه القوات , وبحكم انتمائه الوطني الاسلامي يرغب بأن يكون الوطن حرا مستقلا ويرفض الهيمنة الاجنبية على مقدراته , وهذا ما ولد مقاومة عسكرية كانت تستهدف قوات الاحتلال .

  قد يكون البعض حاول ان يسمي هذه المقاومة العسكرية بأنها عمليات انتقامية يقوم بها ازلام النظام السابق , على اعتبار ان هذه القوات اتت لتحرير العراق من قيود الدكتاتورية فكان ردها انتقامي منها ,لكن الشهيد محمد باقر الحكيم لم يكن مقتنعا بهذا ,لذا توقف واوضح عدة ابعاد لهذه العمليات او المقاومة ,لأنه اراد تفسير وتحليل هذه العمليات (المقاومة) ومعرفة الاسباب التي تكمن خلفها...

    فبعد هذا البيان لتصورات ورؤى شهيد المحراب التي قطعا كانت تضايقهم كما روي لي احد المقربين لشهيد المحراب بأنه سئال القوات الاجنبية او الائتلاف حينها كم ستبقون بعد اكمال مهمتكم ؟ فكان جوابهم تقريبا ستة اشهر فأعترض الشهيد وقال لهم: انها مدة طويلة وعلى اكثر التقادير شهرين وترحلون ؟! قد تكون هذه الحادثة قد نقلت بصورة غير مباشرة رأي الشهيد لهذه القوات فكان يمتلك الرؤيا الثاقبة ويعرف كلما بقت هذه القوات كلما زادت التعقيدات والازمات , وكلما ابتعدت الامور عن ايدي ومسؤولية العراقيين.

   فلا عجب ان استهدف شهيد المحراب بعد ما كشف في وقت مبكرا جدا سياسات امريكا وقواتها المشتركة ,فاراد ان ينهي هذه الاحتلال باسرع وقت ,لكنهم استهدفوه كما يستهدفون أي مقاوم حر لايسمح بالهيمنة على مقدرات البلاد , او اراد ان يفشل مخططاتهم وبالامس كان شهيد المحراب واليوم ابو مهدي المهندس والحاج سليماني وغيرهم من الاحرار الذي كشفوا المخططات لتدمير البلاد وزجها في صراعات داخلية واقليمية وطائفية .

  لكن شمس الشهادة ستشرق وتكبر شجرتها فشهيد المحراب محمدباقر الحكيم وشهداء المقاومة ستبقى دمائهم تسقي شجرة المقاومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك