المقالات

عَرَبْ وَيْن.. طَنْبُوْرَة وَيْن؟!


عبد الزهرة البياتي

 

اتصل بي هاتفياً، أمس الأول الجمعة الحادي والعشرين من شباط الحالي، الزميل العزيز الطيب (علي خلف سلمان) أبو حسام، المسافر الى أرض الله ذات اليمين وذات الشمال ليس بطراً أو تفسحاً كما يفعل البعض من (الفايخين) لكن الرجل ابتلاه الله بعلة في القلب صارت تلازمه منذ وقت ليس بالقصير.. قلب لضرباته الخافتة ألم.. وعضلة واهنة لا تقوى على ضخ الدم والهواء له.. ولم يتوقف الأمر عند حدود ذلك بل عليه معالجة مفصلي ركبتيه، فشد الرحال منذ السابع من كانون الأول العام الماضي صوب ألمانيا وكانت محطته الأولى تركيا التي طال مكوثه فيها ما يقرب الشهر لينكت -كما يقول أبو حسام- عن ظهره كل أثقال القهر.. أبهرته الحياة في تركيا (المدن الحديثة، طرق المواصلات، وسائل النقل، التنظيم، احترام الزمن، المتنزهات، النظافة، احترام الوافدين، الشوارع والجسور والأنفاق، البحر والموانئ والشواطئ والمستشفيات) ولكم تمنى الرجل أن يطول به المكوث في مدينة (يلوا) التركيا لكن (الوجع الضاغط) عليه جعله يلملم أغراضه وأشرطة ذكرياته ليكمل ما قصده الى ألمانيا وتحديداً مدينة (فرانك فورت) ليتمدد على أحد أسرّة مستشفياتها ليصاب بالذهول من فرط ما رآه من أجهزة طبية حديثة وكادر طبي وبناية فخمة وخدمة فوق الممتازة تجعل الداخل إليها يشعر بأنه (ملك زمانه) ولا يحتاج ليرتدي (البجامة) أو يقوم بإجراء (الحجامة) أو (يحمي حمّامه)!!

يقول زميلنا أبو حسام إن ما أدهشه حقاً أن الواقع الطبي هناك في ألمانيا طبعاً (لتروحون بعيد) قد وصل من التطور والرقي أن كل شيء بات يخضع للفحص والتحليل المختبري والتشخيص بأدق الأجهزة، وفي ضوء ذلك تتحقق النتائج والمعطيات التي تجسدها الأرقام وليس خرابيط قارئ الفنجان، وعندما يكتمل الفحص لا تضطر للوقوف أمام هذا الشباك أو ذاك لتستلم النتيجة أو تسمع كلمة «روح، تعال باچر» أو «انتظر» حتى تطلع نجوم الظهر، أو «نَم لتغفو وقت العصر» بل هناك شبكة إنترنت توصل هذه البيانات الى الأطباء الاختصاص وأنت جالس تتفرج على المناظر الخلابة من (نافذة حبابة) وليس هناك (عجاجة) أو (ترابة)!!

ولفت أبو حسام أن الوافدين إلى ألمانيا ومن مختلف الجنسيات يحصلون على العلاج المجاني شريطة أن تكون إقامتهم رسمية وأوراقهم ثبوتية. وقال لي إن حب الفضول الكامن في نفسه المتعطشة التواقة للاستكشاف اضطره لأن يستقل باصاً من ألمانيا حيث يقيم إلى رومانيا لزيارة أحد أصدقائه القدامى هناك، لكن ما أدهشه أن الخط الحدودي بين دولتي ألمانيا ورومانيا لا يعدو عن كونه خطاً أبيض مرسوماً على الأرض وليس فوهات بنادق وخنادق وأسلاكاً شائكة ومتاريس وجيوشاً كما يحصل في منطقتنا المأزومة..

المهم أن زميلنا (علي خلف سلمان) ما أن أكمل المكالمة حتى أمطرني بصور التقطها لدول ثلاث تتضمن مناظر خلابة.. أمام البحر وأمام النهر وفوق الجسر وتحت الجسر وأمام البحيرة حيث الطيور والبط وحيث الخضرة والماء الرقراق والناس والشوارع المرصوفة بالحجر المقرنص الذي (يفتح النفس) والجزرات الوسطية المزدانة بالورود وواجهات الأبنية والمحال التي تسر الناظرين وأعمدة الإنارة والتماثيل التي تلمع مثل الذهب وأشياء كثيرة. ثم قال أبو حسام لي بلهجته الشعبية المحببة «ها خوية أبو عمار شفت الصور؟»، فقلت في نفسي والله يا ناس عندنا ثروات طائلة تكفي لأن تجعل العراق جنة من جنائن الأرض، ولكن عرب وين وطنبورة وين؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك