المقالات

الحرية طعم الشهادة 


محمد حسن الساعدي

 

 

تمثل الشهادة احدى المعالم المهمة في مسيرة نمو الشخصية الانسانية , بل تمثل اقصى ما يمكن ان يصل اليه انسان في نموه الروحي وتكامله الانساني , ومن هنا كانت الشهادة ذروة العطاء , لذلك فأن الشهادة لا تتاح لكل انسان لا تحقيقها يتوقف على توفر شروط موضوعية لا يكون الموت شهادة بدونها , لان الشهادة في مدلولها القضائي هي اضهار الحقيقة لاجل اثباتها في صراع او خصومة بين جماعتين يختلفان ويتنازعان على حق من الحقوق يدّعيه كل منهما لنفسه , فيأتي الشاهد ليضهر حقيقة الموقف .

ان الشهادة تكون شاهداً على ظلم الظالم وطغيان الطاغي , وتكون ليست فقط في الكلمات وان ما في الحياة بحيث تتحول حياته وفكره الى شهادة مستمرة من اجل الدين والمبدأ والقضية , لهذا كانت قضية الشعب العراقي من اهم اولويات الذين قدمو دمائهم فداءاً للوطن حتى امسو رمزاً للتضحية والايثار بالنفس , لذلك فأن الشهادة مبدأ من مبادئ الحرية كونها ليست طارئة او دخيلة في حياة الانسان بل هي تعبير حقيقي عن طبيعة الحالة الانسانية .

الشهيد يعرف بأنه الشخص الذي يقتل لتحقيق هدفاً يؤمن به ويجله قومه ليبقى خالداً , ويكون قبره ضريحاً تأمه القلوب ويشق اسطر التاريخ وهو يمر بدمه التي نزفت على صخرة حرية وطنه لانه عصي عن الاضمحلال والزوال , وعلى الرغم من وجود الشخصيات والصروح العظيمة الذين خلدهم التاريخ لاختراعاتهم ومواقفهم او انهم صنعو الألات و اوجدو النظريات العلمية الخالدة , ولكن يبقى الذين حررو الانسان واطلقوه من بين الركام نحو الحرية وبثو في نفسه الأمل ذلكم هم الشهداء الذين سقو ثرى العراق بدمائهم هؤلاء هم من نفذو المهمة على الرغم من صعوبتها وجسامتها من اجل الوطن , و لان الجميع يعيش بين ثنايا الوطن , فيجب ان لا ننسى الشهداء لانهم احياء عند ربهم يرزقون , وان هذه الحرية التي ننعم بها هي ثمار تضحياتهم وعبير غاياتهم ، لذلك لايختلف اثنان حول معنى الشهادة ، وما يعنيه الشهيد عقلاً ونقلاً وكيف أن طريقها صنع التاريخ والحياة للأجيال ، وقد يقف القلم عاجزاً أمام هذه التضحيات والدماء التي كانت القربان لنيل الحرية وتحقيق المساواة للمجتمع ، ولقد كانت لشهادة السيد محمد باقر الحكيم الوقع الأكبر في نفوس الشعب العراقي كونها جاءت بعد تضحيات كبيرة قدمها الحكيم من أجل خلاص شعبه وتحرير أرضه من براثن حزب البعث الشوفيني وصدام المجرم ، كما أن لاشك أن المسار السياسي الذي أنتهجه الشهيد الحكيم كان مساراً صعباً ومعقداً وكان لا يخلو من المزالق والمآزق والذي كان يحكم الظروف والمتغيرات في الواقع السياسي، حيث كانت المصاعب جمة وطريق ذات الشوكة ، ولكن في نفس الوقت كان الشهيد الحكيم مدركاً تماماً لهذا الطريق ويعلم جيداً حيثياته ، ولديه القدرة على التمييز بين المصالح والمفاسد ، لهذا نجد في خطواته الثبات والوعي والرؤية والإستراتيجية الواضحة للمشاريع السياسية التي وضعت طريق المعارضة على خط المواجهة المباشرة مع النظام صدام أكثر من مرة ، واعترف الأخير بوجود شخص الحكيم كمعارض قادر على إيجاد المتغيرات على الأرض.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك