المقالات

'شيطنة كورونا'.. سلاح القذارة  


علي القطان

 

 

كورونا، اسم بات على كل لسان في العالم، حتى بات يخال للبعض ان نهاية العالم اقتربت.

يقال ان - العالم كتشف هذا الفيروس في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، وشيئا فشيئا بدأ يتفشى في الصين وانتشر في 26 دولة اخرى.

جل ضحايا هذا الفيروس كانت من نصيب الصينيين حيث تم تسجيل اكثر من 2600 حالة وفاة، وإصابة أكثر من 77 ألف حالة اخرى.

اما في بقية دول العالم فتوفي أكثر من 20 شخص بهذا الفيروس، وأصيب أكثر من 1200 شخص آخر به، ما جعل منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتحذر من احتمال تحول تفشي الفيروس الى " وباء".

وفي الوقت الذي يتوجب على العالم أن يتحد لمواجهة هذا المرض، وجد البعض في هذا الفيروس فرصة لتصفية الحسابات السياسية، وهذا ما حصل مع ايران.

ايران كغيرها من الدول الـ 26 في العالم وصل إليها هذا الفيروس، واعلنت وبكل شفافية وشجاعة منذ اللحظة الأولى لوصول الفيروس اليها عن عدد الوفيات والحالات المصابة جراء هذا الفيروس والتي بلغت حتى كتابة هذا المقال، 15 حالة وفاة، و95 حالة إصابة، فضلا عن شفاء 24 مصابا بالفيروس.

ورغم إعلان ايران واتخاذها اجراءات صارمة لمكافحة الفيروس ومنع انتشاره، وهي التي تتمتع بافضل المؤشرات على مستوى المنطقة من ناحية القدرات العلمية والتقنية في مجال الطب والصحة، إلا ان ذلك لم يشفع لها على ما يبدو.

اتباع سياسة التخويف من ايران (ايران فوبيا) سارعوا الى التضخيم الإعلامي وتلفيق الأخبار الكاذبة والشائعات حول حدة انتشار هذا الفيروس في ايران، خدمة للسياسة الأميركية الصهيونية التي فشلت كل محاولاتها خلال الفترة السابقة لتشويه صورة ايران لتوقع بينها وبين شعوب المنطقة.

وباتت سياسية التخويف من ايران واضحة خاصة في العراق ولبنان وتركيا والدول الخليجية المطلة على الخليج الفارسي، التي بدأت تربط الكشف عن أي اصابة بكورونا في بلدانها بايران، حتى وصل الأمر ببعض سفهاء أبواقهم الإعلامية أن يتهموا إيران بإرسال الفيروس الى بلدانهم، عمدا، وهنا نضرب قناة "MTV " اللبنانية مثالا على ذلك.

نحن لا نريد أن نكون منحازين الى طرف دون الآخر ولا بصدد ان ندافع عن أحد، لكن لدينا بعض الإستفهامات حول هذا الموضوع، أيعقل ان تركيا التي تعتبر موزعا لرحلات الطيران في المنطقة، ورحلاتها الجوية كانت مستمرة الى الصين حتى يوم امس، أن لاتسجل أي حالة إصابة بهذا الفيروس؟

وايضا الامارات التي بدأت تتسرب معلومات بان أعداد الوفيات فيها جراء هذا الفيروس بلغت 18 شخصا والإصابات وصلت الى 80 حالة، إضافة الى انها تعتبر ممر ترانزيت كتركيا للرحلات الدولية وتستضيف الملايين من مواطني دول شرق آسيا وباكستان وافغانستان التي تفتقر للعديد من الامكانيات اللازمة وهي من دول الجوار للبر الصيني، أيعقل ان لاتكون مصدر قلق لإنتشار فيروس كورونا؟

ماذا عن اميركا ، اليابان، ايطاليا، ألمانيا، فرنسا، كوريا الجنوبية وغيرها من البلدان التي ثبت فيها وجود فيروس كورونا، ألا تشكل مصدر تهديد لإنتشار الفيروس؟

لماذا إذا الرحلات الجوية والتعامل التجاري وغيره متواصل مع كل هذه البلدان التي سجلت إصابات بفيروس كورونا، إلا ايران؟

هل الاجراءات المتخذة ضد ايران من دول الجوار، من إغلاق للمنافذ وإلغاء للرحلات الجوية والبحرية، هي إجراءات احترازية للوقاية من "كورونا"، أم تطبيق لسياسة الحظر الأميركية، التي فشلت امام الصمود الإيراني؟

إن كانت إجراءت احترازية، فلماذا لم تطبق على بقية البلدان التي سجلت فيها إصابات مؤكدة ووفيات جراء هذا الفيروس؟

هل تعلم أن آلاف الضحايا في اميركا ماتوا خلال خمسة أشهر فقط، بفيروس "الإنفلونزا العادية" والذي يقول مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن تأثيره ازداد على فئة الشباب والأطفال.

ووفقا للمركز، فإن عدد الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا في اميركا وحدها من بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى منتصف فبراير/شباط الجاري راوح بين 16 ألفا و41 ألفا، وعدد الاصابات تراوح بين 30 و 40 مليونا، وهو رقم هائل إذا ما تمت مقارنته بضحايا كورونا.

لماذا لم يتم الحديث عن هذا النوع من الفيروس في اميركا الذي هو أخطر بكثير من كورونا؟

الإجابة عن كل هذه الأسئلة ليست صعبة، فقط تحتاج الى القليل من التأمل

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك