المقالات

خطر وباء الكورونا وكرامة الإمام علي عليه السلام .. شُبهات وردود


أحمد رضا المؤمن

 

إنقسم الناس خصوصاً في العراق بعد إنتشار خبر إصابة طالب حوزة بوباء ڤايروس كورونا بين من يؤيد ما قامت به إدارة العتبة العلوية المقدسة بإغلاق مؤقت للعتبة لتعقيم شباك الضريح المقدس ومحيط وصحن العتبة نظراً لطبيعة هذا الوباء بسرعة الإنتشار عبر التلامس.

وبين فريق آخر إستنكر ما قامت به إدارة العتبة معتبرين أن الأمر فيه إهانة أو إستخفاف بقدسية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الذي يقصده الناس أصلاً للشفاء من أمراضهم وعللهم وليس أن يتحول هو نفسه إلى مصدر للمرض والوباء !

وبدأت النقاشات بين الفريقين تتفاعل منذ يومين حتى بدأ الطائفيون بالإستهزاء بعقيدة القائلين بقدرة المعصومين عليهم السلام على شفاء المرضى وهو ما ذكّرني بإستهزاء أحد العلمانيين الشيوعيين عندما إحتج عليّ قائلاً :

أنتم تقولون وترددون مقولة (أنت حماي الحمى ويريد إلك حماي ؟!) للدلالة على قدرة الامام علي عليه السلام على حماية شيعته ومريديه بينما لم يستطع حماية نفسه (الإمام علي عليه السلام) عندما ضربت قبة مرقده الشريف قذيفة دبابة من الجيش الصدامي الذي دخل النجف الأشرف وقمع الإنتفاضة الشعبانية فيها عام ١٤١١/١٩٩١ ومثل ذلك وأكثر ما حصل في كربلاء المقدسة لمرقدي الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام وغيرهم كما حصل في سامراء المقدسة عام ٢٠٠٦ وقبل ذلك في البقيع ..

أجبت هذا العلماني الشيوعي قائلاً :

إن عقيدتنا نحن المسلمين الشيعة هي بنفس الإمام المعصوم عليه السلام وليس بما يتعلق به من بناء أو عمران وعقيدتنا بقدرته على الشفاء وقضاء الحوائج بإذن الله تعالى تكون حتى من خلال الدعاء من الله تعالى بجاههم وحقهم من أقصى وأبعد بقعة من بقاع الأرض بعيداً عن مراقدهم الشريفة فيستجيب الله لنا .

بل يصل الأمر حتى لغير المعصومين عليهم السلام ممن خصهم الله تعالى بالكرامة وإستجابة الدعاء لمن يجعلهم وسيلته إلى الله تعالى كما هو الحال بالنسبة للسيدة فاطمة أم البنين عليها السلام المهدم قبرها الشريف في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة .

أي أن عقيدتنا نحن الشيعة هي بصاحب القبر وليس بالقبر نفسه ، وما إهتمامنا بالمراقد وقدسيتها وإعمارها إلا من إحترام أصحابها من المعصومين عليهم السلام أو من سار على نهجهم الإلهي .

وهكذا فإن الأمر نفسه فيما يخص خطوات الإجراءات الوقائية التي تقام في المرقد العلوي المقدس فهي مطلوبة ومحمودة ومشكورة للأسباب التالية :

١/ أن هذا الوباء "الكورونا" وباء خبيث يُعتقد أن المخابرات الأمريكية قد صممته لضرب المعادين لها بشكل يصعب جداً السيطرة عليه خصوصاً أن طريقة إنتشاره والعدوى به تتم بالدرجة الأساس بطريقة التلامس عبر الأسطح الملساء والمعدنية .

٢/ أن الجمهورية الإسلامية في إيران سبقتنا بالإصابة بهذا الوباء وهم شيعة أخيار ولكنهم تعاملوا بوعي تام مع الموضوع وقاموا بإجراءات وقائية إحترازية لحماية مواطنيهم ولم يركنوا إلى تغليب العقيدة على العلم بل العكس كانوا يطبقون مفهوم (العلم والعقيدة يتكاملان ويعضدان بعضهما بعضاً) حتى أن مراجع وعلماء الحوزة العلمية في قم المقدسة قد نصحوا المؤمنين بضرورة التقيد بالحركة والزيارة والسفر والإلتزام بالتعليمات الصحية الوقائية .

٣/ علينا أن نسأل أنفسنا بصدق .. لو كان الآن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بيننا فماذا كانت ستكون وصاياه لنا كشيعة وأتباع له ؟

هل كان سيأمرنا باللامبالاة وعدم الإهتمام في الوقاية من الأمراض فضلاً عن الأوبئة الفتاكة ؟!

أقولها لكل أخوتي بالأخص المؤمنين الموالين لأهل البيت عليهم السلام إن من يريد الخير لأتباع وموالي وشيعة الإمام علي عليه السلام عليه أن يحرص على توعيتهم وحمايتهم من مكائد أعدائهم الخبيثة لا أن يغشهم أو يورطهم بالخطر بفعل قصيدة أو فكرة عاطفية هنا أو هناك لا يتضرر منها إلا شيعة أمير المؤمنين عليه السلام أنفسهم .

نحن الآن في زمن لا ينجو منه إلا ذو وعي وبصيرة فإنتبهوا جزاكم الله خير جزاء المحسنين .

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك