عبد الزهرة البياتي
غموض المشهد السياسي وغياب الثقة بين لاعبيه وصانعيه وتضارب المواقف والتصريحات للماسكين بمقود القرار والمهيمنين على مداخله ومخارجه وتغليب المصالح الشخصية والحزبية والفئوية وتأثيرات العامل الخارجي الضاغط ظاهراً أو مستتراً كلها عوامل مجتمعة تجعلنا اليوم الخميس السابع والعشرين من شباط الحالي أمام صورة ضبابية وتجعلنا أمام حزورة تبحث عن إجابة: هل ستمرر حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي من خلال التصويت عليها ومنحها الثقة تحت قبة البرلمان بشكل طبيعي ومن دون الحاجة إلى دمام أم إنها ستعاني عسراً في الولادة ما يتطلب تداخلاً جراحياً يتمثل بعملية قيصرية أم إنها -أي الحكومة- لن تبصر النور أصلاً في كلا الحالتين وبذلك نكون قد دخلنا في دوامة سياسية تترتب عليها تداعيات كارثية؟!
رئيس الوزراء المكلف يعترف بعظمة لسانه في تغريدة له قال فيها: «وصل إلى مسامعي أن هناك مخططاً لإفشال تمرير الحكومة بدفع مبالغ باهظة إلى نواب وجعل التصويت سرياً وآمل أن تكون هذه المعلومة غير صحيحة»!
وما يزيد الموقف تعقيداً أن قوى وأطرافاً سياسية تعلنها صريحة ومن دون الحاجة إلى (عطر أو ريحة) بأنها تريد حصتها كاملةً غير منقوصة في التشكيلة الوزارية، وعلى هذا الأساس هي تلوّح وترعد وتزبد في إطار سياسة لي الأذرع ومسك رئيس الوزراء (من إيده اللي توجعه)، لكن علاوي مصر حتى الآن ويحلف بالقرآن بأن وزراء حكومته سيأتون بمحض إرادته وسوف يختارهم من الأكفاء والمستقلين وليس بضغوط وإملاءات من فلان أو علّان، لتكون مستجيبة لرغبة المرجعية الدينية الرشيدة والشارع العراقي الغاضب في سوح التظاهر منذ أكثر من أربعة أشهر.
وفي ظل هذا القلق الذي يساور الجميع فإن البرلمان، بنوابه الـ(329) ورئيسه ونائبيه والقوى السياسية العراقية على مختلف أحجامها وقوة نفوذها وألوانها وتوجهاتها، أمام اختبار حاسم (يَسْوِد يَبْيَض).. هي إما تنحاز إلى قضايا الوطن المصيرية والشعب أو تكون بالضد من تطلعاته في رؤية مستقبل عراقي أكثر إشراقاً وعملية سياسية غير معلولة وحكومة فاعلة يقودها وزراء من طراز الرجال الأشداء القادرين على إزالة الركام وبناء الوطن بعد سنوات طويلة من الترهل والكسل والخراب والفساد الذي طال كل مفصل..
على الجميع أن يعي حقيقة أن حكومة علاوي هي انتقالية ومستقلة وليست حزبية وستتصدى لقضايا مفصلية في مقدمتها التهيئة لانتخابات مبكرة وإقرار الموازنة النائمة في الأدراج وتطييب خواطر الشارع ومحاكمة قتلة المتظاهرين.. وفي الختام نقول: ضعوا العراق أمام أنظاركم ولا تجعلوه في قلب العاصفة (أمشّي عليكم العباس ابو فاضل)!!
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)