المقالات

نظرة في عنق الزجاجة..!

1369 2020-02-28

🖊ماجد الشويلي

 

نحن نتكلم كثيرا عن عنق الزجاجة هذا ونرمز به لحالة الضيق والاحتقان السياسي وهو من التعابير المجازية وليس الحقيقية كما هو واضح . ولذا سنقوم باستصحاب هذا المعنى المجازي ونسقط عليه بعضاً من تأملاتنا بعين التفحص الدقيقة.

وبعد أن امعنا النظر في عنق الاحتقان السياسي الحالي والمتعلق تحديدا بمسالة تمرير حكومة محمد توفيق علاوي

وجدنا مايلي

🔘اولاً : أن الجمهورية الاسلامية وبعد أن رأت بان الحراك الشعبي الاخير كان يستهدفها بشكل مباشر سواء على مستوى اطلاق الشعارات (ايران بره بره) او على مستوى حرق قنصلياتها في المحافظات الشيعية قد قررت النأي بنفسها عن مناكفات تشكيل الحكومة وعدم التدخل بتشكيلها لامن قريب ولا من بعيد.

ومن الواضح أن لغياب الشهيد الحاج قاسم سليماني اثر واضح في هذه المسألة رغم ان غيابه ليس السبب الاساس في هذا التوجه الاخير

🔘ثانياً: أن ايران ادركت بأن عددا كبيرا من المتظاهرين هم من التيار الصدري وحتى شعار (ايران بره بره) يردده الكثيرون منهم.

والسبب أن الجمهور العام من التيار الصدري مقتنع بان ايران تتدخل في الشأن العراقي وانها تدعم بقية القوى الشيعية على حساب استحقاقاته الانتخابية والسياسية بوصفه التيار الشعبي الاكبر في الوسط الشيعي. وحين تسحب يدها من تشكيلة الحكومة فانها قد تسهم بترميم علاقتها مع التيار وترطب الاجواء بينها وبينه

في ظل التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة بعد اغتيال الشهيدين السعيدين الحاج سليماني والمهندس (رض) وقرار العمل على اخراج امريكا من غرب أسيا

تكون ايران احوج من اي وقت مضى لتعزيز علاقتها بالتيار الصدري

وهذا ما اكده السيد مقتدى الصدر في لقائه بقناة الشرقية قائلا ((ان الايرانيين ابلغوه بانهم لن يتدخلوا في تشكيل الحكومة )) مايعني الضوء الاخضر لتشكيل حكومة التيار الصدري

🔘ثالثاً : إن التيار الصدري بمايمتلكه من ثقل برلماني وزخم شعبي قادر على تسمية رئيس الحكومة ودعمه لتمرير كابينته الوزارية بالتحالف مع الفتح  حلفاء ايران الذين وضعوا في صدارة اولياتهم العمل على تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي باخراج الولايات المتحدة من المنطقة .

كما ان التيار الصدري لايجد ضيراً في الوقوف الى جانب تحالف الفتح في هذه المسالة مالم يزاحموه على رئاسة الوزراء ولذلك وجدنا زعيم التيار الصدري أكد مرار على تأجيل خيار المواجهة مع الامريكان  لحين استنفاد السبل الدبلماسية والسياسية .

🔘رابعاً : المفارقة أن الكتل السياسية المناوئة لايران والتي كانت ترى أن التيار الصدري هو الوحيد القادر على الوقوف بوجه ايران وجدت فيه ايران انه الوحيد القادر على كبح جماح التظاهرات الموجهة ضدها والوقوف بوجه القوى المعاديه لها

دون أن يكلفها ذلك شئ سوى أنها تترك الحبل في العراق على الغارب ودون ان تستثير المرجعية الدينية حولها او تسبب لها حرج ما .فأين ما امطرت سحب المفاوضات فان خراجها للمكون الاكبر بكل الاحوال.

🔘 خامساً : إن اولوية ايران  في الظرف الراهن هو حسم الصراع لصالح محور المقاومة في المنطقة، والتيار الصدري مؤدلج على هذه الرؤية وامريكا تمثل له العدو العقائدي منذ الشهيد الصدر الثاني (رض) الذي اطلق شعار (كلا كلا امريكا) وهذا يكفي لان تجد ايران ضالتها فيه ولا تجعل من مسألة تشكيل الحكومة المؤقتة حائل بينهما خصوصا وان هناك انتخبات قريبة يفترض أن تكون منصفة للجميع وتفرز احجام القوى بصورة صحيحة

 🔘سادساً:  من خلال تصريحات وتغريدات السيد مقتدى الصدر نستشف أنه بات داعماً للحشد ومؤيدا لبقائه لانه ادرك بان الحشد قوة ضرورية للحفاظ على أمن البلد وأنه لن يتحول الى منافس او مناوئ سياسي له ، وهو ايضاً لايريد الدخول مع الحشد في صراعات جانبية ليس فيها مصلحة لاحد الا اعداء العراق

🔘سابعا: إن المرجعية الدينية لن تقف عائقا امام اي استحقاق يناله التيار الصدري مادام وفقا للسياقات الدستورية ومتماشيا مع مطالب المتظاهرين

وهذا ما يفسر لنا كيف أن التيار الصدري اوكل مهمة اختيار محمد علاوي للرئيس برهم صالح للتاكيد على انه يتماشى مع رغبة المحتجين ومهما كان فان الدستور مع التيار الصدري فيما لو اراد التحاكم مع الفرقاء وفقاً له كما في المادة 76

وهو ما لاتعارضه المرجعية الدينية كما بدا واضحاً عند تكليف السيد علاوي وأن احتفظت لنفسها بملاحظات معينة

🔘ثامناً: إن التيار الصدري أكثر الجهات السياسية  شغفا بالخروج من عنق الزجاجة ولذا نحن نصدق السيد الصدر حين قال اختيار محمد علاوي هو خيار الرئيس برهم صالح  لكنه يدعمه لان التيار الصدري واثق من نفسه بانه الكيان السياسي الوحيد القادر على جني ثمار قانون الانتخابات الجديد بصيغة الدوائر المتعددة لقدرته التنظيمية العالية وحضوره الشعبي الفاعل

🔘تاسعاً :إن ايران تدرك أن اعادة ترميم علاقتها مع التيار الصدري سيضمن لها ضبط الاوضاع في المحافظات الشيعية فيما لو انهارت العملية السياسية لاسمح الله  .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك