احمد كامل عودة
الى من بيده ارتفع البنيان ،الى من بفضله تطور العمران ، الى من بحبه اينع البستان ، وفاحت منه رائحة الزهور والريحان ، الى من صارع الحياة بكل الازمان ، وتلاوت معه المصائب وابى ان يلان ، يامن خط الحروف بأطراف السنان ، وسنان اقلامه كحدة السعدان ، الى من ضاهى الوالدين بالحنان ، وبحبه الصادق بان للعيان .
جملٌ متواضعة اهديها الى من نقش حروفه في روحي وابت ان تضمحل معانيها ، الى من ينحني له الجسد حرا طليقا في حضرته ، الى معلمي ووالدي وعبرة عمري ودروس سنيني ، الى من تتهاوى الالقاب في مجلسه وتصمت الالسن في نطقه ، الى من بحكمته اتزن القبان وخرج الخصمان من حكمه راضيان .
كلمات يسيرة قد لاترتقي الى من كان سر حياة الكثير من العلماء والادباء ، الى من كان كالماء الساقي لبذرة صارت فيما بعد شجرة تظل الناس بأوراقها ، وتعيش الناس بثمارها .
في هذا اليوم البهي على قلوبنا اتساءل هل من الصعب ان يكون 1 آذار من كل عام ليس عيدا فحسب بل نجعله تحقيقا لإدامة تلك النعمة على البشرية ، وهل من المحال ان يأتي اليوم ليرتقي هذا الرمز الى مكانته الحقيقية ويكون في قمة الهرم بالحقوق مع علم الجميع بوجوده في قاعدة الهرم وبفضله وقوة ارتكازه يتعالى البناء ويزداد عزة وشموخا .
قد اجهل الاسباب لعدم توحيد يوما عالميا لعيد المعلم في كل البلدان ، فَحَسَبْ منظمة اليونسكو العالمية يعتبر يوم 5 تشرين الأول من كل عام يوما عالميا للمعلم وهو ليس يوما احتفاليا فحسب بل تقييما وتقويما لما تحتاجه الاجيال القادمة وتوفير الظروف الملائمة للمعلم ليزداد اداء وكفاءة .
فهناك العديد من الدول العالمية تحتفل بهذا اليوم لكن بأختلاف التاريخ ، فمنها من تعطل الدوام الرسمي احتفاءً بذلك اليوم ، ويكون اما تخليدا لشخصية معروفة لها الفضل في انشاء الدراسة بذلك البلد كما في بوتان والتي تحتفل وفقا لولادة الملك الثالث للبلاد الذي ادخل التعليم لمملكة بوتان ، او يكون ذلك اليوم تخليدا لخطوة دراسية مهمة في البلاد كما في البانيا والتي تحتفل بيوم 7 آذار وهو افتتاح اول مدرسة تقدم الدروس باللغة الالبانية ، او يكون ذلك اليوم بذكرى استشهاد مفكر له مكانة علمية في ذلك البلد كما في ايران عندما تحتفل بيوم المعلم في 20 آيار بذكرى استشهاد ابو الحسن خانعلي واستشهاد مرتضى مطهري تخليدا لذكرى استشهادهما ، او لايمت لاي ذكرى او حدثا معينا كما في بلدنا العراق حيث اختير يوم 1 آذار عيدا للمعلم يتبادل فيه التهاني والهدايا وينتهي ويمر مرور الكرام دون احداث اي تغيير او تطوير في واقع المعلم بشكل خاص والواقع التربوي بشكل عام ، وعدم وضع خطة سنوية تبدأ بعد 1 آذار من كل عام ويتم تقييم تنفيذ تلك الخطة في نفس تأريخ ذلك اليوم من العام الذي يليه ، ووضع الدراسات الصحيحة والخطط الكفيلة بأنجاح المهمة التعليمية بشكل عام والذي يعود بالنفع الكبير لمستقبل البلاد .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)