المقالات

الأحزاب الشيعية تسلو نفسها وشعبها.. من أجل الآخرين


المسلة

 

تفضحُ فعاليات الأحزاب المناطقية المتعلّقة بالتشكيلة الحكومية، سعيّ كل طرف الى وضع مصلحته الخاصة أمامه على منضدة التفاوض، غير مكترث بشعار "الوطنية" الذي يرفعه فوق رأسه، إضماراً ودعايةً مستهلكةً.

الأحزاب الكرديّة، تقدّم مصلحة الإقليم، على الوطن الذي يعيش فيه الجميع. وشعب كردستان مبتهج لذلك.

الأحزاب السنية، تهتف وتنادي بحقوق المناطق الغربية، وسكانها يهلّلون لذلك.

الأحزاب الشيعية، تحرص على تقديم فروض الطاعة، الى الآخرين، تجنباً لعدم اتهامها بالطائفية، باسم المصالحة والشراكة، فكانت النتيجة غضب شعبي عارم في الوسط والجنوب.

نضجت النتائج بشكل جليّ، في إعمار الإقليم، والمناطق الغربية، حيث البطالة في أقل حالاتها، وإعمار المدن يمضي بوتيرة متسارعة، فضلا عن المعونات الخاصة التي تتلقاها تلك المناطق من دول خليجية بموجب الرعاية الأبوية الطائفية.

الزعمات الشيعية، على النقيض من ذلك، حين تسلّمت قيادة الدولة شكلا، لا فعلا، فإنها لهثت كثيرا، واستهلكت من الوقت والمال والجهد الكثير، خشية من ان تُتّهم بـ "الطائفية"، ولبرهنة انها تتمسك بالتوافقية.

راحت الأحزاب الشيعية تذود عن الاتهامات الموجّهة لها، بانها لا تبخس حقوق المكونات الأخرى وهو اتّهام لا أساس له، في الواقع، اذا ما نظرنا الى حجم المال الذي يصب في المناطق الكردية والسنية، فضلا عن الوزارات التي تحوّلت هي الأخرى الى مصادر تمويل.

وبسبب انغماسها الفوضوي في الذود عن الاتهامات، الناجم عن الشعور بـ"الخوف"، فان الزعامات الشيعية نسيت شعبها ومدنها، التي غرقت في الفقر وانعدام الخدمات والبطالة، وباتت لا تدافع عن حقوق جماهيرها، قدر دفاعها عن الشراكة والوطنية، والمصالحة.

اما الفساد، فلن نتحدّث عنه، لان الجميع يشترك فيه، سنةً وشيعةً واكرادً.

المثل العراقي الشعبي، يقول "كل واحد يزيح النار الى كرصته ( رغيفه)". انها قاعدة اجتماعية معروفة، فضلا عن كونها أسلوبا سياسيا في الدفاع عن المصالح، الاّ القوى الشيعية، إذ صدّقت الاتهامات الموجهة لها، في انها تهمّش الأخرين، وانطلت اللعبة عليها، فحطّت من نفسها وأهلها، وأعلت من شأن الاخرين، مالا ونفوذا.

العاقبة، شعب في الوسط والجنوب يثور على احزابه الشيعية فيما القوى السنية والمناطق الغربية، تتكافل معه على نخبه وأحزابه، من دون ان يحدث ذلك صدمة تحفّز المجتمع الشيعي على إعادة ترميم صدع اجتماعي وسياسي، يعمل الآخرين بلا هوادة على توسيعه.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك