المقالات

العراقيون ليسوا شجعانا

1376 2020-03-06

هادي جلو مرعي

 

يقابل العراقيون مصائبهم بالنكات والسخرية، وهم يسخرون من الطغاة والحكام المتجبرين، وكل من يتفرعن عليهم، سواء كان عسكريا، أو حاكما، أو شيخ عشيرة، أو رجل دين، أو متنفذ في مجال ما، وهم فوق ذلك يعانون من آثار الظلم والتجبر، ولكنهم يعيشون حياتهم متماهين مع تلك العذابات آملين في تجاوزها في مرحلة لاحقة قد تأتي، وقد تتأخر، وربما أتت بعد طول إنتظار، أو إنها أتت لكنها لاتلبث أن تجر خلفها معاناة، أو تترك المجال لمعاناة تحل مكانها، وهذا هو الحال الذي تعودناه لبلدنا، وعشناه وتعايشنا معه، وصبرنا عليه، وإكتوينا بناره، ولطالما حلمنا بالتغيير، وخسرنا الكثير بسبب سوء التدبير، وحرمنا ممانتمناه.

الذين يمدحون العراقيين، ويصفونهم بالشجاعة لأنهم لايخافون من المرض، ويواجهونه بالسخرية يتناسون إن واحدة من الأسباب الموجبة للسخرية هو اليأس الذي يغلب على النفس البشرية، وحين يجد الإنسان إنه غير قادر على التأثير في مجريات الأمور، وأن عليه أن يستسلم في النهاية لقدره، ويتعايش مع الحوادث بوصفها قدرا لامناص منه، ولامهرب، وفي غالب الأحيان فإن العراقيين لديهم سبب وجيه يردون به على من يعتقد إنهم غير مبالين لشجاعة في المواجهة، هو إنهم كبقية البشر يمكن أن يخافوا، ويهابوا الموت والحساب والأوبئة والأمراض والوباء الذي يضرب مناطق من العالم، والفرق هو إنهم عاشوا لعقود في ظل الدكتاتوريات والحروب والفساد والفقر، وفي ظل من يهملهم، ولايقيم لهم وزنا من حكامهم وجبابرتهم والمتنفذين في مجتمعهم، فصاروا يغالبون عذاباتهم دون معين، ويشعرون إنهم يواجهون الحياة وعذاباتها، دون أن يكون العالم معهم، وقد يكون متواطئا.

الخوف هو الغالب، ولكن السخرية هي السارية على مواقع التواصل الإجتماعي، فكل إنسان يمكن أن يكون شجاعا في العلن، ولكنه يخفي حالة الرعب التي تملكه في سره، ويحاول أن يجد علاجا، أو ملاذا ممايعاني، وإذا كان كورونا قد أصاب المجتمعات البشرية بالهلع فإنه لم يستثن من حربه على البشرية بلدا، أو فردا، والجميع محاط بالخوف، ولذلك صار الناس يلجأون الى الدعاء، والى الدواء، والى التعويذات، وقراءة القرآن، وهناك من يصف أسباب العلاج، ويعدد أصناف الطعام والشراب والنبات، فينصح بشرب القرفة واليانسون والسحلب، وهناك من ينصح بالحرمل بوصفه نباتا له فوائد لاتحصى، وقد ذكر العلماء من تلك الفوائد ما يمكن ربطه بالحال الراهن. فواحدة من تلك الفوائد التي قد تصنف من محبطات كورونا الذي يصيب الجهاز التنفسي (معالجة مشاكل التنفس، وما يتعلق بها من ألمٍ، والسعال الناتج من وجود تورمٍ حول الرئتين) وهي من علائم المرض المخيف.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك