حسام الحسني
إطلعت مؤخراً على تقرير إحصائي أعدتهُ وزارة التخطيط العراقية عام 2019 حول عدد المجمعات السكنية العشوائية في العراق. ووجدت فيه أرقام مُهمة:
1. يوجد (3700) منطقة عشوائية في عموم العراق.
2. تتصدر العاصمة بغداد المحافظات بـ (1002) منطقة، تليها البصرة بـ (700) منطقة.
3. تعتبر محافظتي (النجف وكربلاء) الأقل انتشاراً للعشوئيات بواقع (98) منطقة.
4. تحتوي هذه المجمعات على (522) الف وحدة سكنية.
5. يسكُن هذه العشوائيات أكثر من (3) ملايين نسمة.
... ... ...
لو أجرينا تحليل بسيط لهذه الارقام سنصل للنسب والحقائق التالية:
:: تُشكل نسبة سُكان هذه العشوائيات حوالي 8% من مجمل نسمات العراق التي تُقدر بحوالي 39 ونصف مليون نسمة.
:: لو قسمنا العدد الكُلي لسكان تلك المناطق على عدد الوحدات السكنية العشوائية سنجد إن هنالك (6) أفراد يقطنون كل وحدة سكنية تقريباً.
:: لو إفترضنا إن هؤلاء ال (6) أفراد أُسرة مكونة من أب وأُم وأربعة أبناء فإننا أمام جيل ناشئ يُقدر عددهُ حوالي (2) مليون نسمة.
:: يشكل هذا الجيل ما نسبتهُ 5% من العدد الإجمالي لسكان العراق.
:: ينشئ هذا الجيل ويترعرع في مناطق يُصطلح عليها (بالحواسم أو التجاوز أو حي التنك).
:: تعتبر هذه المناطق موبوءة إجتماعياً بسبب إرتفاع مستوى الجريمة المُنظمة.
:: تعتبر هذه المناطق شبه معدومة الخدمات الاساسية (كالماء، والكهرباء، وشبكات الصرف الصحي، والمدارس، والمستوصفات) وغيرها، كونها خارج التخطيط الحضري للمُدن والأقضية والنواحي.
:: التمرد على القوانين والأنظمة، سمة أساسية في شخصية الفرد الذي يقطن تلك العشوائيات، لذا تجدهم وقود ومحرك أساسي لأي تظاهرات أو حراك إحتجاجي.
:: تتميز هذه الطبقة بالتماسك الاجتماعي والاندفاع العاطفي الكبير، بجوانبهِ السلبية والإيجابية، فتجد مناسباتهم الاجتماعية كالأفراح والأتراح الأكثر إكتضاضاً من بين الطبقات الاجتماعية الاخرى، فضلاً عن كُثرة مشاكلهم (كالفصول و الدگات العشائرية).
:: يتميز ايضاً سُكان هذه المناطق بالتكافل الاجتماعي والتخادم فيما بينهم بشكل كبير.
:: لسُكان هذه المناطق عادات وتقاليد مختلفة عن ما تألفهُ المجتمعات الرسمية في (المُدن أو القُرى)، نتيجة التكوين الديموغرافي الهجين بين القُرى التي ينحدرون منها والمُدن التي يعيشيون بها.
:: يتميز سُكان هذه المناطق بتصدرهم الفعاليات الاجتماعية والدينية المختلفة كالزيارة الأربعينية مثلاً، وتلبية نداء المرجعية في الجهاد الكفائي وغيرها.
:: ميلهم للعُنف وإستخدام السلاح جعل مناطقهم موطن للمليشيات والجماعات المسلحة خارج إطار الدولة.
:: مجموعة التحديات والظروف المشتركة والمتشابهة التي يعيشها سُكان هذه العشوائيات جعلهم يتعنصرون لبعضهم بشكل كبير، لدرجة تجعلك لا تستطيع التفريق بين فرد يسكُن منطقة عشوائية في البصرة عن آخر يعيش في بغداد.
https://telegram.me/buratha