المقالات

رضا علوان أكثر من مقهى

1474 2020-03-08

هادي جلو مرعي

 

أجرت الصحفية سعاد الجوهر حوارا مع الصديق علاء رضا علوان مالك مقهى رضا علوان في الكرادة ببغداد، وهو من المقاه الشهيرة في العاصمة حيث يستقطب المثقفين والكتاب والصحفيين والناشطين في مجالات العمل الإنساني، ومنظمات المجتمع المدني، وهناك قاعة مخصصة لعقد ورش العمل، والندوات والمعارض والبازارات الطوعية، وكنت في سنوات مضت أمر من المكان، وكان معروفا كما أشار الصديق علاء لدى أهل الكرادة، وكان محلا للبضائع الغذائية، وقد تطور الى فكرة مختلفة تلتقي، وأحلام المثقفين بالفعل، لكنني أود الحديث عن تطور المقاهي العراقية التي شهدت تحولات مرتبطة بالتحولات الكبرى على مستوى الإقتصاد والأمن والسياسة، والعادات والتقاليد والثقافة، وحركة التنوير الفكري والثقافي.

في التسعينيات لم نكن نتحول عن مقاه في شارع الرشيد، وفي الكسرة، وفي الباب المعظم، وهي قريبة من أسواق الكتب والأسواق العامة والكليات التي تجتمع فيها الثقافات، وتتنوع العادات والأفكار، وهناك يلتقي صحفيون ومثقفون وتجار كتب وشعراء، ويتباحثون في شؤون مختلفة، ومن أشهر المقاه التي عرفت مقهى الجماهير في باب المعظم، وقد كان يحفل بالمرتادين، لكني وجدته من مدة مهجورا كما هو الشارع الذي يقع فيه، وكان مقاه تونس، وأم كلثوم، وحسن عجمي جزءا من حالة الثقافة العراقية التي تصدعت وتردت وتراجعت بعد عام 2003 وأصبحت رهنا لواقع السياسة والأمن والمزاج العام، مع نكوص المثقفين عن حالة الحماس التي تطبع حراكهم اليومي ضمن واقع المجتمع المتغير، ولكن اللافت إن السنوات الأخيرة شهدت بوادر نهضة شبابية، ولاأقول ثقافية، أو علمية، فمازال الطريق طويلا أمام هكذا تحول، وهذه النهضة تفرض تحولا فكريا، وتغيرا في النمط السائد، وظهرت أماكن، ومقاه جديدة أخذت رضا علوان مكان الريادة والتقدم في سلم الإهتمام بها، أولنظر إليها، فلم يعد ممكنا أن يغادر المثقفون الكرادة الى غيرها قبل أن يوثقوا علاقتهم بمقهى رضا علوان.

هناك فئات إجتماعية متنوعة تحضر الى مقهى رضا علوان، وهي تتناول شؤون المجتمع، وهموم الثقافة العراقية، ولابأس في العروج على السياسة وتقلباتها وتأثيراتها في الحياة، وإمكانية أن يكون للمثقف دور في التحول، وهو مالايمكن التأكد من إمكانية تحققه لأسباب مرتبطة بحداثة التجربة بعد التغيير، وللإضطراب السائد في الحالة العراقية على مستويات عدة. مايدعو الى التأني في الحكم، وحتى في التفاؤل بإمكانية تحقيق تحول كبير ولافت على الأقل في الفترة الحالية، وهذا لايمنع من القول: إن رضا علوان، وبعض المنتديات هي جزء من حالة التحول، ومن الممكن أن تكون شريكة في تحقيق طفرة ثقافية في البلاد بوجود جيل جديد شاب وطامح ومتفجر بعطاء ليس له حدود، ويصعب الوقوف بوجهه، بل لابد من فتح الطرق أمامه لأنه قادم وبقوة، وذاهب الى المستقبل رغما عن المعترضين.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك