محمد الساعدي
من لا يعرف معنى ما يبوي افريقيا ، يراجع مقولة مانديلا الرجل الذي قهر السجن والمعتقل وحرر امة كاملة بمقولته الشهيرة ماي بوي افريكا، وتعني عودة افريقيا . فاليوم ونحن نعيش ساعات بين دماء ووباء ارى بان من الواجب علينا ان نراجع ونرى غيرنا كيف تجاوز الازمة وانهاها ، فالانسان بطبيعته يولد محبا لا كارها ، فالكره نتعلمه في الحياة بينما نولد بالفطرة محبين صالحين لا فاسدين ولا مخربين ولا خونة ولا عملاء .
اقولها وانا مؤمن بها ان الوضع لا ينفع معه التصعيد من اي جهة سواء اكانت حكومية او سياسية او حزبية او طائفية او عرقية او مجتمعية ، بل الجميع بحاجة الى الجلوس قليلا والتفكير كثيرا ، فصناديق الاقتراع كانت بين ايدينا ونحن من اضاعها واعطى الحق لهذه الفئة ان تتحكم بمصائرنا وان يتسلط علينا فاسديهم .
وهل من المعقول ان يبيع اهل قرية كاملة اصواتهم لشخص مقابل راتب 250 الف دينار فقط، وهو الذي يستلم بأسمائهم اكثر من ضعف المبلغ شهريا وهم فرحين مستبشرين ، وهل يعقل ان تباع البطاقة الانتخابية بمبلغ مئة دولار فقط ولأربع سنوات، اي استهانة قدمناها لهم بأنفسنا ومستقبل ابنائنا . كان حريا بنا ان نعرف ان الامين لم يقم بخيانتنا بل نحن من أئتمن الخائن واعطاه الحق بان يكون متصرفا بنا ، وهنا يجب علينا ان نطالب بشيء معقول ومقبول وان نخاطب البرلمان والسياسيين والحكومة بمطلب نعرف ان تحقيقه امر مفروغ منه ، وهو ان يتم التعديل اولا للدستور وللقوانين ، ومن ثم نطالب بحل البرلمان والحكومة لا ان نطالب بحلها قبل ان يشرعون قوانين تتلائم مع ما نريد ، لان كل تأخير في المطالب يحقق لهم الاهداف التي يبحثون عنها وهو بقائهم اطول فترة ممكنة على سدة الحكم وإطالة عمر البرلمان، وهو الامر الذي بدات الامور تسير باتجاهه نتيجة لضياع القيادة وغيابها.
وما ان وصلت انباء كورونا الى العراق وانخفضت اسعار النفط حتى اشتدت الازمة اكثر فاكثر لتعلن عن حرب ثانية وثالثة والتي من الممكن لها ان تغير العادلة من جهة وان تبعثر الاوراق سواء اكانت للمتظاهرين او السياسيين .
هنا يجب ان نعرف مقدار خطورة الموقف لنتخذ ازائه الحل الذي قد يعطينا وقتا لتدارك الامر ، فالوباء قد يكون اليوم مخيفا بدرجة قليلة لكن ان انتشر لا سامح الله فقد تكون النتيجة سيئة جدا ، في ظل غياب وعي صحي مجتمعي وبنى تحتية صحية متدنية جدا. القادم قد يعتقد البعض انه جيد لكن المقدمات تشير الى اننا وان كنا من اقل الدول اصابة بالوباء ، لكن قد تنحرف النتائج وتتغير في لحظة كما حصل في مصر لتعلن انها الثانية على مستوى العالم من حيث الانتشار والاصابة .
اليوم حريا بالحكومة المستقيلة والبرلمان الذي انشغل باختيار شخصية رئيس الحكومة ان يتحركا باتجاه اخر وان يكون الشعب رقيبا على التحرك لتامين الحياة للشعب قبل اختيار الرئيس. لان من ابجديات المنطق تقديم الاهم على المهم والحفاظ على حياة الشعب اهم من اختيار رئيس ، هو مؤقت لا شغل له الا التهيئة للانتخابات، وموازنة عام واحد، وقانون يغير الوجوه.
فاذا رجعنا الى بداية الحديث ومقولة مايبوي افريكا كانت الغاية منها الحفاظ على جنوب افريقيا كاملة والتضحية بالجزئيات من اجل شعب كاملة وعودته للحياة . فهل هناك من سيكون مانديلا العراق لينقذ هذه الامة
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)