المقالات

طشار العمر

2116 2020-03-15

احمد لعيبي

 

كانت اصابعي كأنها محروقة من خبطة الاسمنت التي كنت احملها دون علمي انها تحرق الكف وتأكل

الاصابع ان لامست الاسمنت ..

الشمس حارقة ومسلطة على رؤوسنا مثل تسلط

الفاسدين ..

كنت احمل طاسة العمالة وانا لا اعرف سوى ان احمل الطاسة من اجل ٣ ورقات مطبوعة محليا

من فئة ٥الاف ..

كان يومي يتوزع بين العمالة والمعهد وتصعيد الطابوق والرمل ليلا من اجل مصاريف الدراسة

ونهارا من اجل لقمة العيش ..

في احد الايام كنت اعمل في احد المراكز الصحية في الصليخ حيث كنا نبني السياج الخارجي للمركز

واستلمت يوميتي وبدأت بغسل يدي ومن شدة الالم

كان كفي منسلخ الجلد مثلما انسلخ بعض الشيعة

من براءتهم ومن طائفتهم ..!!

لم اكن اريد وطنآ لانه غير مسموح..

ولم اكن اريد حرية تعبير لأن نهايتها حوض تيزاب..

ولم اسخر يومها من طائفتي ولا طائفة غيري ..

كنت اريد لقمة خبز وقليلا من الكرامة وبعض الكبرياء الذي كان يذهب بغلط وشتم خلفة البناء

احيانا اذا تأخرت عليه بالخبط او الطابوق...!!

وقف يومها فوق رأسي وانا اغسل يدي رجل متوسط العمر يرتدي يشماغا احمر وعباءة صفراء

خفيفة جدا ..

سلم علي وقال لي ..(بيها مجال تدايني عشرة

كلش محتاجهن الله شاهد)

قلت له هاي يوميتي لي حق اصرف منها الف دينار وما اكدر انطيك اكثر من الف ..!!

توسل بي الرجل كثيرا ولكن كف امي عندما يمتد ليوميتي لتجلب الطعام لاخوتي كان امامي اكثر من وجه الرجل السائل..!!

تركني الرجل وذهب وهو يضع يديه خلف ظهره ويمشي ببطأ ..

لم يلن قلبي ولم ينبسط له كفي وبقيت اغسل بيدي

وارى آثار الاسمنت عليها ..

وبكيت بلا موعد مع الدمع..

لاح امامي كف الرجل ووجهه ..

لحقت به واعطيته العشرة الاف بدون ان اتكلم معه

فنادى خلفي ..

عمي شلون اوصلك الفلوس وين بيتكم..

فقلت له عود اسال على احمد لعيبي

اني بالمعالف ..

بيني وبين نفسي كنت غاسل ايدي من رجوع

المبلغ مثلما غسل العراقيون ايديهم من ساستهم..

وفعلا مرت السنوات وسقط العفالقة ونسيت الرجل

الذي اعتبرته قفاصا ونصابا مثل بعض الناشطين

في نهاية ال٢٠٠٤ طرق طارق باب دارنا وهو يسأل

عن احمد لعيبي ومعه امراة عجوز ولديه سيارة بيكب ..

قلت له ..تفضل حجي انا احمد لعيبي..

انزل الرجل من سيارته خروفا وصندوقا من الطماطم وكيسا من التمر وقدرا كبيرا من اللبن..

ادخلت الرجل دارنا وانا اظن انه صديق لجدي وهو لا يعرف انه توفي او ربما صديق لوالدي ..

جلس الرجل والى جنبه امراة عجوز كانت معه بالسيارة وهو يسال عن حالي ..

فقلت له ..الحمد لله ..الوالد هسة يجي ..

فقال لي ..اني جاي عليك مو على والدك ..

اني فلان اللي انطيته العشر الاف بنهاية

سنة ال٢٠٠٠من اجيتك وانت تشتغل بالعمالة .😲😲

انذهلت ..

وسلمت على الرجل مجددا ..

وكان كلامنا طويل لكنه قال ..

ان العجوز زوجته لازالت حية بفضل العشرة الاف

وانها ورثت بستانا بعد السقوط..

وانه بحث عني كثيرا ..

وجاء ليوفي بدينه كي لا يقطع سبيل المعروف..!!

وبدل العشرة ..وضع مئة الف ومعها الخروف واشياء

اخرى..!!

الناس في زمننا بدأوا بقطع سبيل المعروف

بدءا من الساسة والنواشيط واللواحيك

وكل من ليس له ذرة من شرف ..!!

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك