المقالات

كورونا ماثلوس


هيثم الخزعلي

 

في تسعينيات القرن الماضي وعندما كنت طالبا في الدراسات الأولية في جامعة بغداد كلية الإدارة والاقتصاد، قسم الاقتصاد، وكان أساتذة الجامعة والطلبة  ينقسمون فكريا  لراسماليين واشتراكيين.

كنا كطلبة اسلاميين نتداول كتب السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره سرا، والشخص الوحيد الذي كنا نناقشه بحرية الدكتور عبد الجبار العبيدي الذي كان يبدي إعجابه بطروحاتنا، ودعاني مرة لفنجان قهوة وسألني عن مصدر معلوماتي فأخبرته بصراحة (اقتصادنا، والبنك اللاربوي، والاسلام يقود الحياة) وكلها للشهيد الصدر..وصراحتي معه لكونه ليس بعثيا مع انه من أهالي الفلوجة، ومستقل واكاديمي حقيقي .

مع اني كنت انتقد الاشتراكية واكرهها ربما بسبب دعوى النظام السابق بكونه اشتراكي، إلا أني كنت اصدم احيانا بنظريات الراسمالية، التي تفضل الربح المادي ولو كان بالحروب وآلغزوات وقتل البشرية.

احدى هذه النظريات ( نظرية ماثلوس) وهو رجل دين او قس ، ولكن نظريته كانت شيطانية ولا تمت لله بصلة، حيث كان يقول بأن الناس يزدادون بمتوالية هندسية، والموارد تزداد بمتوالية عددية، فلابد من تقليل السكان لحل المشكلة الاقتصادية (قلة الموارد وكثرة الاحتياجات ) واقترح هو ومن نظر لفكره لاحقا، ان يتم التخلص من كبار السن والمرضى المزمنين!

مع انها كانت لا أخلاقية الا ان منظري الراسمالية العالمية في الولايات المتحدة  او النيوكلاسيك عادوا منذ ١٠ سنوات، للتنظير لنظرية (ماثلوس) ، التي تقول ان الناس يزدادون بمتوالية هندسية والموارد بمتوالية عددية، فلن تكون هناك موارد كافية وبالتالي اقترح تقليل السكان لتحقيق التوازن، والتخلص من المرضى المزمنين وكبار السن.

 عبر ربط الاحداث ربما تكتمل الصورة، فايروس كورونا يقتل بنسبة عالية ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن، ثم تصريحات( سير باتريك) في بريطانيا وتاييد( ميركل) لما سمي، (نظريةمناعة القطيع) ، والتي  تقترح مواجهة المرض بدون تحفظ!!!

فإذا وصلت الاصابات إلى 70٪ ستتحق حماية جماعية، ويولد جيل قوي يحمل المناعة، ولنتحمل موت كبار السن والمرضى المزمنين _وربما يبلغون الملايين _ ولكن بالنهاية سنحصل على جيل شاب خالي من الأمراض ويتمتع بالمناعة، اعتقد ان الماثلوسية الجديدة اخذت طريقها للتنفيذ...

ربما يكون كورونا تطبيق عملي لها، بالإضافة لأهداف أخرى كضرب دول معادية للمعسكر الغربي او الحليفة للصين، ولكن تأثير الفايروس وانتشار ه عالميا ربما يرجح تطبيق نظرية ماثلوس من قبل الامبريالية العالمية ومعسكرها الراسمالي... والله الحافظ

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك