✍ضياء الخطيب
تعلمنا من الفكر الرسالي الخالص والصحيح أن أي حركة في الوجود بحاجة إلى عوامل أساسية وعوامل أخرى داعمة لها
العوامل الأساسية :
١- القيادة الموحدة (القدوة)
٢- الرسالة (المشروع العقائدي والفكري)
٣- القاعدة (الجماهير)
العوامل الساندة :
١- المال
٢- الإعلام
٣-الميدانية
٤- السلاح ....... الخ
المشروع الشيعي المعارض القائم على مبدأ أساسي وسبيل ثابت وهو المقاومة والمعارضة لكل أشكال الظلم والجور والقمع والدكتاتورية ومثله القريب البعث الكافر الذي كان ولا يزال العدو الاكثر دناءة للخط الرسالي الاسلامي الاصيل.
ان من اهم شعارات الرسالية الشيعية الحقة هو (إقامة حكم الله) ويعني هذا ان إقامة الحكومة الإسلامية أمر محتوم ومحسوم يترقب إقامته كل مستضعفي العالم وان حكومة السماء لا يمثلها الا من ارتبط بطريق السماء الطولي الذي يبدأ بالنبوة وينتهي بولاية المرجع الحاكم الجامع للشرائط في عصر الغيبة الكبرى .
أن ما يميز حكومة الإسلام انها تتكفل بكافة الحقوق وتؤمن التعايش السلمي لكل الأديان والطوائف والقوميات وتسعى إلى إسعاد البشرية بكل ابعادها المادية والمعنوية وتحقق السلم العالمي.
فكل أشكال الحكومات التي مرت بها الشعوب الإسلامية كانت تسعى لتنفيذ مشاريعها ورؤاها ومتبنياتها وتجعل منها دساتير موازية لقوانين السماء وبذلك عاشت التناقض وواجهت الافول والخسران الا الجمهورية الإسلامية في ايران التي برزت كتجربة تحمل مقومات الصمود والبقاء الى تسليم الراية لقائم اهل البيت ع بحسب عقيدتنا نحن الشيعة.
فحركاتنا الإسلامية في العراق حاولت ان تبني لها رصيدا تراكميا من التجارب وسعت إلى تأمينه منذ أربعة عقود لدى جماهيرها .
وساهم هذا الرصيد مساهمة فاعلة في قض مضاجع انظمة الجور التي تعاقبت على حكم العراق.
إن الأحزاب الشيعية المعارضة لنظام البعث الدكتاوري بعد أن تمكنت من استلام زمام الامور عطلت العمل بمعظم المبادئ والشعارات الاسلامية التي اطلقتها وانجرت الى مسايرة مااسمته بمتطلبات المرحلة لقبول ما كان مرفوضا لديها ، وهذا التنازل اخذ يأكل بهيبتهم كاكل النار للزرع اليابس ووصل الأمر بدفع البعض كطعم للشريك (الذئب) لتخلو لهم الساحة وتنكشف النوايا والأفعال التي اوجدت انعدام الثقة وفقدان الرصيد والولاء ونمو مرض التشكيك .
وبذلك تشتت الجماهير وتفرق الجمع وقلت الهيبة وبات حقنا منهوب وارثنا مسلوب وكل مقدس لدينا معطوب والمهم عندهم أن يستأثروا بالسلطة وسلكنا مسالك الذين ظلموا وسكنوا مساكنه فلا اختلاف بينهم وبات شعار استنقاذ حقوق الشعب الذي ساهم في تمكينهم ميئوس منه
وتمر السنين والأمور من سيء إلى اسوء ولم تسلم هذه الجماهير على دينها و دمائها وأرواح أبنائها واعراضها و وأمنها فحصل أن انتفض جماهير من الأمة بشكل فردي وعفوي على من مثلهم وسمحوا باختطاف تلك الجماهير وغسلت الادمغة ووظف شبابها بذكاء من قبل أعداء الأمس والمتربصين والحالمين لتفشيل كامل الوجود الشيعي وبث روح اليأس والشك في جماهيره وتهديم كل المشاريع وبذلك تشضت وحدتنا وقلت هيبتنا وصار كل واحد منا يلقي باللوم والذنب على غيره ويبرئ نفسه.
ومن الملاحظ أن كل من تمكن بعد سقوط حكم البعث انشأ له حزب أو حركة أو تكتل أو ائتلاف بمعزل عن حزبه أو مدرسته الأم وما نتج لنا منهم الا الفرقة والتقاطع والاختلاف والتشتت و فقد الشيعة قوتهم وبان الضعف والخوار عليهم فبدل أن تكون يدهم العليا وكلمتهم تعني الفعل باتوا إعلاميين ومغردين وأصحاب تهديد ووعيد بلا فعل وفقدوا حقهم بمفصل هام وحساس وضروري في مكونات هذه الدولة.
و في ظل الأحداث المتسارعة والأوضاع المتدهورة ومستقبل العراق المتجه نحو المجهول وغياب الربان الذي يقود سفينتنا نحو بر الأمان وغياب المسؤولية باتت أمورنا من صعب إلى اصعب.
فبعد استقالة السيد عبد المهدي فرغ المنصب التنفيذي قيادة البلد الفعلية ومصدر قراراها ومن بيدها القوات الأمنية والعسكرية بدى نسيج مكوناتنا في الداخل يهزل وتفرت بيئتنا لتقبل تاثيرات الخارج وبدأنا نستجدي ونستعطف من لا يستحق للنفوذ من هذه الأزمات واصبحت كأنما هي قدر هذا الشعب المسكين.
الأمور ذاهبة نحو تحقق الفراغ الدستوري بسبب رفض اغلب المرشحين (المجرب - والمستقل) وباتت الطرق مغلقة في شغل هذا المنصب ولو لفترة انتقالية وبذلك يستبعد أن تتحقق الانتخابات المبكرة التي يؤمل أن تخرجنا مما نحن فيه من أزمة الغياب والضياع.
ومن خلال ما مر من عبارات لا تصف كامل وحقيقة المشهد نستنتج عدة أمور :
اولا : أن المكون الشيعي فقد تماسكه و ضعفت هيبته و تفرق شمله
ثانيا: أن المشاريع المستقبلية هي مشاريع فردية تمثل المكونات وبذلك سنكون أمام غياب للمشروع الشيعي الموحد والتوحيدي في المستقبل.
ثالثا: أضيع العمل الرسالي والتثقيفي والممارسات السلوكية الرزينة التي ترسخ المبادئ و الشعارات وبذلك غاب المثل الأعلى لدى الجمهور الشيعي.
رابعا: طفح أمام أنظار العالم انشغال ساسة الشيعة ببهارج الدنيا وملاذها وجواذبها وبمصالحهم الفردية والحزبية وانشغالهم ببناء امبراطورياتهم المالية والسياسية والعلاقاتية والإعلامية وتشكيل أحزاب ومليشيات على حساب الأمة ...
خامسا : تقسم ولاءات الجمهور إلى جماعات تابعة لاحزابهم وتياراتهم وبذلك خسروا وخسرت القضية واضيعت الحقوق والسيرة والتاريخ والدماء وكل مقدس وبهذا عكسوا نظرة سوداوية لا فقط وحسب على ممثل الشيعة السياسي بل على كل جوانبه الدينية والاجتماعية وقتل كل أمل من تابعيهم وممن ينظر لهم كمنقذين.
وللحديث تتمة....
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)