احمد كامل عودة
لازال الجدل والنزاع الدائم حول تسمية رئيس الوزراء البديل لعبد المهدي ناشب جراء اختلاف الرؤى والمصالح بين الكتل والاحزاب ، فما ان يطرق اسم معين حتى يحتدم النقاش وطرح الافكار بصوت عالي ، ويعتلي المحللون والسياسيون منابر شاشات القنوات التي تبحث عن المواد الدسمة ، والتي تعبر عن اختلاف في الاراء ، ودائما مايبحث المعد او مقدم البرامج عن نقاط الاختلاف واثارتها في سبيل كسب اكبر عدد من المشاهدين .
فبعد فشل محمد علاوي من تشكيل حكومته ، وانتهاء المدة الدستورية وانسحابه بكل هدوء ، جاء الدور الان على الزرفي والذي اختير بليلة وضحاها من قبل الاجتماعات السرية التي عقدت بين بعض الكتل وبمباركة رئاسة الجمهورية ، وما ان استلم كتاب التكليف حتى بدات الاصوات الرافضة تتعالى في المنابر الاعلامية ، ورفعت صور الزرفي في ساحات التظاهر معززة بكلمة مرفوض من قبل الشعب ، وبين رافض ومؤيد وواقف على التل الى متى يبقى هذا الحال ! الشعب اصبح في حاله يرثى لها ، بسبب تعدد المصائب بين انتشار فيروس كورونا ، وايقاف الحياة بعد فرض حظر التجوال الذي قد يستمر طويلا اذا ما استمر الوباء على منواله التصاعدي ، وبين الكوارث الاقتصادية جراء ايقاف التعاملات المالية والتي ادت الى تهاوي اسعار النفط الى ادنى انخفاض منذ سنوات طوال ، حتى وصل سعر النفط العراقي الى مادون ال 25$ ، ويكاد ذلك ان يسد قيمة استخراجه.
وبين تلك المصائب التي حلت بالشعب لازال السياسيون يتصارعون على منصب رئاسة الوزراء ، والدولة في احلك الظروف التي تحتاج فيها الى اقامة دولة خالية من الصراعات السياسية في سبيل وضع الخطط الكفيلة بأخراج الدولة من الازمات القادمة والتي ستعصف بالبلاد ، حجم الكارثة في الايام القادمة ستكون وطئتها كبيرة اذا ما استمرت الصراعات السياسية المحتدمة ، نحتاج الى التكاتف الفعلي والعملي للخروج من ازماتنا والتي اغلبها صنعت بأيدينا ، الابقاء على حكومة عبدالمهدي والتمهيد لانتخابات مبكرة هو الحل الاسلم في الوقت الحالي للتفرغ للازمات القادمة ، اختيار شخصية جدلية عاجزة عن تشكيل حكومة ستدخل البلاد في متعرجات كثيرة تزيد من الوضع تشعبا .
المرحلة القادمة صعبة للغاية على مستوى دول مستقرة سياسيا فكيف الحال بوضع بلدنا الذي ما انفك من ازمة حتى وقع في ازمات اخرى ، والوضع يبدو معقدا للغاية نحتاج الى تفعيل خاصية العاطفة والحرص من جميع الجهات للحفاظ على بلدنا ، (سياسينا الشيعة خاصةً الله يخليكم تكاتفوا وخلوا النزاعات على جهة وطلعوا بقرار واحد لان الشعب تعب حيل والمصايب مجاي تجي وحدة وحدة ).
https://telegram.me/buratha