محمود الهاشمي
بعيدًا عن الأجواء الرسمية والسياسية وآليات التكليف التي تمت للسيد عدنان الزرفي ومدى مشروعيتها وعدم المشروعية ،دعونا نسأل انفسنا نحن -كمواطنين عراقيين -يهمهم مستقبل وطنهم وشعبهم :-بماذا تميز عدنان الزرفي عن سواه من المسؤولين كي نرضى به رئيسا لمجلس الوزراء ؟
المتابع لتأريخ السيد الزرفي ،يرى ان الرجل هو جزء من التاريخ السياسي للمعارضة العراقية وقد انتمى الى حزب الدعوة وفر من السجن الى السعودية ثم الى امريكا .
بعد سقوط النظام البائد تسلم المناصب الآتية
1-عضو هيئة الإعمار العراقي (2003-2004)
2-محافظ النجف (2004)
3-عضو مجلس محافظة النجف 2006
4-وكيل مساعد شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية 2006-2009
5-محافظ النجف 2009-2014
6-نائب بالبرلمان 2018
اي ان الزرفي لم يغب عن الساحة السياسية او التنفيذية ،وبذا نسأل:- ما الذي قدمه الزرفي الى ابناء محافظة النجف ؟ لقد تسنم منصب المحافظ لثلاث مرات وأصبح عضو مجلس محافظة ،وليس هنالك من يشهد انه ميز محافظة النجف في شيء !! هذه هي المحافظة أمامنا بشوارعها ومحالها وأحيائها اسوة باي محافظة أخرى بينما مواردها المالية كثيرة ،وخاصة كمركز ديني يحتضن قبر الامام علي (ع) حيث تئم القبر الشريف الملايين من الزوار سنويا .
مازالت الأحياء الفقيرة على حالها والعشوائيات تزداد كل عام ،واذا كانت هنالك بعض المشاريع فقد تولتها العتبة العلوية ،اما مشروع (النجف عاصمة الثقافة الاسلامية) الذي تم الاعلان عنه عام 2012 لم تستفد منه المحافظة ،خاصة وان (قصر الثقافة)الذي شيد من اجل من قبل الشركة التركية الى الان لم يُستلم لان الشركة لم تستلم مستحقاتها لحد الان وقد أقمنا فيه مؤتمرا للمزارات الدينية (ايامٍ ماكنت مستشارًا بها) وتحدثت مع الشركة آنذاك .
جميع أهالي النجف يرون فترة ادارة النجف من قبل الزرفي كانت فاشلة ومدعاة للفساد والخصومات الدائمة مع أعضاء المجلس ومع
الكتل السياسية !!
لا اريد ان ادخل في سجال انتماءاته او علاقته بالأميركان فان الرجل لم يخف ذلك بل ويفخر به وأقول (ان من يفكر ان يصبح رئيسا للوزراء
يكون قد هيّأ نفسه لذلك من خلال حجم الإنجازات التي قدمها والنجاحات المتكررة )
ولا نقبل منه العذر ،فان التحديات واحدة ،سواء معه او مع غيره !!
نقول ان السيد الزرفي قد أخذ نصيبه من الحكم (التنفيذي) خاصة ولم يقدم شيأً يذكر ،على العكس طالما يحمله ابناء المحافظة مسؤولية تراجع الخدمات وغيرها حتى عندما اصبح نائبا ،حيث تؤكد الأخبار انه كان يقف امام اي مشروع في النجف نكاية بالمحافظ !!
لايصح ان نثق ب(المجرب) والذي نال نصيبه من المناصب وفشل حاله حال جميع الذين
حصلوا على ذات الفرصة وفشلوا في مهمتهم !
لايمكن ان يصبح هذا المنصب (رئاسة الوزراء )
عرضة للتجريب لان اوضاع البلد لاتحتمل ذلك ،
وكما يقول الشاعر (اذا كنتُ قد جربتُ جاري لعشرة-/فمالي إذن من بعد ذا سأجرب ؟)
البعض يعول على امر ان الزرفي له علاقة جيدة مع الاميركان ومن الممكن ان يستفيد لحل مشاكل البلد والتحديات التي ستواجهه !!
وهنا نسأل:-ولماذا لم يستفد من هذه العلاقة لخدمة ابناء محافظته النجف ؟ خاصة وان هذه العلاقة قديمة وكان من المفروض ان تدعمه امريكا لكي يلقى مقبولية لدى الشعب العراقي مستقبلا !
الان يحاول (الزرفي) ان يهاجم خصومه من الخارج عبر علاقاته واتصالاته سواء من الولايات المتحدة التي رحبت بمجيئه او من دول الخليج ومصر ،كما سيستغل التشظي السياسي ليس في البيت الشيعي فقط انما
في جميع بيوتات السياسة العراقية ،ويستغل فشل طبقة السياسيين في ادارة البلد،
وسيستفيد الزرفي ايضا من التحشيد (الاعلامي )الذي هيّأه لنفسه لغرض تسويقه
وهذه مراهنات ضعيفة اذا ما اسلمنا ان (المؤسسة الدينية)في نفرة منه وكان في إشكال معها على مدى فترات ادارته ،ولأسباب يطول ذكرها بل يحمله ابناء المحافظة مسؤولية احداث كثيرة بالنجف خلال التظاهرات ويصفونه ب(خالق أزمات ).
ثم ان دول الخليج لاترغب بشخصية لها علاقة مع امريكا .
لانها تدرك انه سيتحول الى منافس لها في وقت هي تريد (الهيمنة) على القرار بالمنطقة ،ثم انه (شيعي )ان طال او قصر في وجهة نظرهم ،اما مسعود والأكراد فلايريدون من تكون امريكا داعمة له ،لانها لاتستطيع مواجهته حين يختلف معهم ويبحثون دائما عن
خصم (ضعيف) اما (السنة) فهم دون هدي ولديهم خلافات حادة في هذا المجال ومازالوا في سجال وفقا لعمقهم الخارجي .
نختم القول ان خيار اي شخصية هو خيار الشعب ،واذا اختنقت العملية السياسية فبالإمكان الذهاب الى انتخابات مبكرة دون ان نغرق بلدنا في فوضى التناقضات وصراع الإرادات الخارجية والداخلية ،ولا نقبل ان تدفع لنا الظروف شخصية مفعمة ب(الجدلية)!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha