المقالات

سقوط الحضارة

922 2020-03-26

هادي جلو مرعي

 

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمرحلة مابعد كورونا، فالأسوا هو الذي مازال لم يأت بعد، وهي حقيقة تدركها الولايات المتحدة والغرب الذي تزعزع تماما بفعل التفشي السريع والصادم للفيروس الذي إجتاح الصين أولا، فكانت محط سخرية الذين فوجئوا به ينهار أمام الدفاعات الصينية، ويتحول إليهم مخترقا مدنهم الغنية، وليتوجه الى نيويورك قلب العالم الغربي المتحضر الذي دمر الكوكب بحروبه وغزواته الإستعمارية منذ مايزيد على ال 500 عام نهب فيها الثروات في كل القارات، وأباد شعوبا في الأمريكيتين، وأحل محلهم الأسبان والطليان والإنكليز والإيرلنديين والبرتغاليين والألمان، وسواها من الشعوب التي تنعمت بخيرات الأمم المستعمرة، وتركتها نهبا للأوبئة والفقر والحرمان والضياع.

ليست الحضارة الصناعية الغربية هي التي ستنهار كما إنهارت الإمبراطوريات القديمة، او إضمحلت كالبابلية والفارسية والصينية والرومانية وحضارات امريكا الجنوبية، بل هو سقوط جمعي، أي سقوط الحضارةالإنسانية،والديمقراطيات وأنظمة الحكم، والإدارة في الغرب والشرق، لتحل محلها إدارة كونية مختلفة، غير تقليدية تأخذ بالإنسان الى مديات مختلفة، وسلوكيات فكرية تبعث شكلا جديدا للحياة، وأنماط العيش، ويكون الإنسان فيها فاعلا كما في كل الحضارات المندثرة التي قامت بفعل الإنسان، وأكدت قيمه وإبتكاراته، وضرورات حياته، لكنها حضارة جمعية قائمة على فهم جديد ورؤية جديدة لاتحتمل هيمنة قوة بعينها بعد ان تفتحت مدارك البشر على التكنلوجيا التي قد تكون أبتدعت في جغرافيا، ولكنها لاتمنح الهيمنة لتلك الجغراقيا، بل تتحول الى أداة بيد جغرافيا أخرى كما هو الحال مع الصين، وبقية النمور الآسيوية التي تكاد تطيح بالغرب العجوز، وتبهر العالم. فالناس يتحدثون عن الحاسوب الياباني، والهواوي الصيني، ولم يعودوا يتحدثون عن الحاسوب الأمريكية، ولاعن الأوربي لأن كل شيء يتغير.

الحضارة البشرية تنهار بشكلها الحالي، لتحل محلها حضارة بشرية جديدة تتسع مساحتها لأقطاب عدة، ولمنافسين كثر لايمكنهم إزاحة بعضهم، والتفرد، بل خيارهم المشاركة والشراكة، ولامجال للقطب الأوحد، ولا للقطبين كما هو الحال فيما مضى من زمن تتنافس فيه القوى العظمى، فتتبادل الأدوار، وتوزع الثروات المنهوبة، وتتقاسم المستعمرات، بل على الجميع التحسب للمنافسين الجدد ممن كانوا مستعمرات، وهي حضارة كونية، وليست حضارة في جغرافية بعينها.

العجيب ان كائنا لايرى بعيدا المجردة سيعيد تشميل الحضارة الإنسانية ويصنع الأدوار، ويحدد المسارات، ولامجال لعصيانه.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك