حافظ آل يشارة
الرئيس الأمريكي ترامب يهدد بضرب مواقع الحشد الشعبي او تنفيذ انقلاب في بغداد وقد اخلى قواعده الثانوية وحصر قواته في عين الاسد وحرير ، بكل قسوة يهدد باحراق بلد جريح محتاج الى صديق يضمده وليس عدوا يفترسه ، بلد يواجه عجزا اقتصاديا لتدهور اسعار النفط وخطرا وبائيا بسبب كورونا وضغطا امنيا لأن داعش على الابواب وفراغا سياسيا سببه الخلاف حول تكليف عدنان الزرفي بتشكيل حكومة انتقالية ، يتصور ترامب ان توجيه الضربة في هذا الوقت سيقضي على الحشد الشعبي والمقاومة ثم يجر ايران الى معركة قاصمة بعد ان انهكتها العقوبات وكارونا ، ترامب اصبح جدليا في بلاده ويبحث عن نصر خارجي لصرف الانظار عن فشله في التعامل مع وباء كارونا ولتمهيد السبيل الى ولاية ثانية ، لكن تيارا واسعا في ادارته يخالفه.
تحالف الفتح يرى ان اميركا تحضر لضرب العراق عقب مناوراتها الاخيرة في الخليج ، بعض السياسيين يعتقد ان ما تفعله واشنطن هو تلويح بالهراوة لتمرير الزرفي في مجلس النواب ، والا فهل رأيتم خطة انقلاب او حرب تنشر في الصحف؟ رافضو الزرفي يقولون ان الأخ جدلي لأنه من رموز السلطة المجربين ومزدوج الجنسية ومقال من منصبه بملف فساد ومساند لجوكر التظاهرات ، لكنهم فشلوا دائما في ترشيح بديل ، الشارع يرى ان أغلب معارضي الزرفي يشبهونه فهم زرفيون وان لم ينتموا ، يشبهونه في دينهم واخلاقهم وملفاتهم لذلك هم عاجزون عن ترشيح بديل لتماثل الرجال وتشابه الاحوال .
المطلوب من العراق التعامل مع تهديدات اميركا كخطر أكيد ترجيحا لأسوأ الاحتمالات ، الموقف يتطلب احتواء سياسيا بالتواصل مع واشنطن لمعرفة سر هذا الجنون ، والاستعانة بالمجتمع الدولي والحلفاء والاصدقاء لتجنب العدوان المحتمل ، والاستعداد الدفاعي الجدي ، ومنح الحكومة الحالية صلاحيات حكومة حرب فهل هذا ممكن؟ الحشد والمقاومة انذرا الحكومة قائلين : اذا اندلعت الحرب سنرد فورا ونقلب الموازين ولا ننتظر قرارا من أحد .
https://telegram.me/buratha