المقالات

ماذا بعد انسحاب 90‎%‎ من القوات الاجنبية من العراق ؟!


محمود الهاشمي

 

 

يشكل انسحاب (القوات  الأجنبية) ،من اي ارض في العالم بمثابة انتصار لارادة ذلك الشعب .

ليس من السهل ان تغادر القوات الغازية لارض اي بلد في  العالم ،مهما كان عنوان مجيئها والشعار الذي رفعته ،فالشعوب متفقة على ان الارض لاتحميها  الاّ شعوبها.

شكلت عودة القوات الاجنبية الى العراق عام 2014 ،انزعاجا كبيرا لدى الأوساط العراقية بمختلف مشاربها وأفكارها ،حيث وحتى الان ليس هنالك من مسؤول عراقي واحد يفصح عن العنوان الذي عادت به هذه القوات الى بلدنا بعد كانت قد غادرته عام 2011 وهي تتلقى اشد الهزائم على يد رجال المقاومة الابطال ،

القوات الاجنبية التي منحت نفسها اسم (التحالف الدولي )  كانت مدعاة للمشاكل والأزمات والتجاوزات على قواتنا الامنية وهي تسطر ملاحم الجهاد لمقاتلة التنظيمات الإرهابية ،حيث سجلت (29)اعتداءً بقصف قواتنا الامنية من حشد شعبي وجيش وشرطة اتحادية بدعوى (الخطأ) وهو اعتداء اقل مايقال عنه لنصرة الارهابيين ،ومحاولة مساعدتهم على الفرار ،وقد حدث مثل هذا لمرات في صلاح الدين ونينوى وكركوك .

منذ بداية دخول القوات الاجنبية كان مقاتلونا يرفضون مشاركتهم ويرون فيهم سببًا في تأخير موعد الانتصار ،لكن اصرار بعض الجهات وغموض موقف عودتهم اخر ذلك ، فيما كانت التضحيات والبطولات منهجا للنصر وتحرير الارض والأنسان .

حاول الاعلام الناقم على العراق في تشويه بطولات الحشد وقواتنا الامنية بكل صنوفها ،

باتهامات شتى ،ليس لها أساس من الصحة ،كما حاول ذات الاعلام ان يحول (الحشد الشعبي) الى (عقدة) لغرض إخراجه من المعادلة الامنية ،وابراز دور (قوات التحالف)على انها كانت السبب وراء الانتصارات .في ذات الوقت حشدت امريكا بعض (أصدقائها) ليقفوا امام مشروع اخراج القوات الاجنبية من العراق ،وخرجت بعض الشخصيات السياسية بتصريحات وبيانات تعرب فيها عن نقمتها من الحشد ،وانها مع (بقاء القوات الأمريكية بالعراق)بدعوى (المعادل الطائفي)باعتبار ان ابناء المناطق الغربية (مهمشون) !!

هذه الدعوات لاقت استهجانا من ابناء هذه المناطق لانهم يعرفون اكثر. من غيرهم ان ابناء الحشد الشعبي هم من أنقذهم من براثن داعش وحرر الارض والعرض  والإنسان والمال .

يرى بعض المراقبين ان انسحاب القوات الاجنبية  بنسبة90‎%‎ ربما فيه نوع من المخطط لاعادة ترتيب الأوراق والتمترس في مواقع اكثر اطنأنا على حياتهم ونسأل ؛- مابقي من قوات غير فاعل ،وأننا واجهنا القوات الاجنبية يوم كان عديدها (250)الفِ وقتلنا منهم مايتجاوز ال7000 وعوقنا وجرحنا الإضعاف ناهيك عن خسائرهم المالية ،فكيف. لبضع مئات ان تقوى على مواجهة المقاومة بكل عناوينها ؟ ان هذه الشائعات تشبه جدا ماكنا نقرأه عن اي قوة تخسر المعركة فيصدر البيان (لاعادة التموضع) !!

الاميركان هكذا يبررون خسائرهم حتى انهم عندما هزموا  في فيتنام بدأ اعلامهم بالترويج على ان (امريكا ارادت ان تجرب اسلحتها لاغير !!) فيما كانت خسائرهم قد تعدت المائة الف من غير الخسائر المادية من الآلة العسكرية والهزيمة النفسية لقواتهم !!

صحيح اننا نقف في ريبة امام اي تحرك أمريكي ،وهذا من حقنا كون هذه الدولة دأبت على الكذب والخدعة والتآمر ولكن الواقع على الارض يقول ان ضربات المقاومة كانت موجعة وهي تتلقى الصواريخ على رؤوسها كل يوم .

في الختام نقول ان الامة التي قدمت كل هذه التضحيات تستحق ان تتطهر ارضها من دنس الأعداء المحتلين ويحق لابنائها ان يصوموا شهر رمضان المقبل وبتوضؤوا بماء قراح وتراب مقدس .

تحية المرجعية الرشيدة في (فتوى الجهاد) لابناء الحشد وابناء قواتنا الامنية بكل صنوفهم  الذين رابطوا في خطوط الموت فكانت وكانت ومازالت وسائدهم السواتر وافرشتهم الرمال وأغطيتهم اضواء السماء .تحية لكل قطرة دم سالت على ارض المعركة فأينعت وردًا وحرية ،تحية للقادة الميامين من أمثال الشهيد ابو مهدي المهندس وقائمة لاتعد من الاسماء وقد زينت الساحات العامة والحدائق صورهم المشعة بالنور .تحية للعمامة المقدسة التي صلت امام الحشد وباركت للمقاتلين مرورهم تحت كتاب الله ،،تحية للرايات المطرزة باسماء الله الحسنى والأنبياء وأئمة أهل البيت عليهم السلام اجمعين ،،تحية للأمهات اللواتي أرسلن الابناء مواكب نحو سوح القتال ولأمهات الشهداء ولمن أرسل الرغيف ساخنا الى الخطوط الأمامية ،،أيها العراقيون بصبركم انتصرنا .

وسيكون الانتصار الأكبر عندما نهزم بقايا عملاء امريكا الذين يراهنون على المناصب وغيرها.

السؤال الذي يشغل بال العراقيين ؛- وماذا بعد خروج القوات الاجنبية ؟ هل يكفي ان نطرد هذه القوات فقد طردناها من قبل ؟

ان كل الشعوب الحية المجاهدة التي ضحت من اجل تطهير ارضها بعد الاحتلال ،هرعت الى البناء والإعمار ،وأسست الى مشروع دولة ،فالشعب الفيتنامي رغم ان بلاده لاتملك ثروات مهمة لكنها حولت  الطاقة البشرية الى ثروة كبرى ،فعلى سبيل المثال انها باتت تنافس الدول المتقدمة في الصناعات الالكترونية وفي الملابس القطنية وهي لاتمتلك مزارع كبرى للقطن ولا مصادر للطاقة .

ان أمامنا فرصة ان نحول جذوة الانتصار الى ميدان العمل ومثلما طهرنا الارض من الأعداء نطهرها من الفاسدين لانهم سبب تخلفنا وسبب اطالة امد القوات الاجنبية على ارضنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك