المقالات

الطريق الى الهاوية

1089 2020-03-30

هادي جلو مرعي

 

فجأة، هدأت أعصاب الساسة، وتجار الحروب واللصوص والأتباع والمروجين والمبررين والمنتفعين، فكورونا ضرب في الوجدان الشعبي، وفي العقل الجمعي، ودفع البعض للإصابة بفيروس الإسهال، وفيروسات اخرى تسبب الهلع، وعدم القدرة على النوم، والإقلال من تناول الطعام، وتعويض ذلك بتدخين كميات كبيرة من السجائر، والبحث عن الأخبار المطمئنة للنفس اللوامة، وإستخدام أنواع من الصابون المطعم بالديتول، والديتول المطعم بالأمل، وربما لجأ الى القاصر، وهو نوع من المستحضرات الخاصة بغسيل الثياب حتى تقرحت يداه، وتيبست منه الشفاه، وذبل جفناه.

صحيح إن كورونا عطلت صراخ الشعب لبرهة، ونشرت العتمة على الإحتجاجات، وأوهمت الساسة أنهم في منأى عن المحاسبة، وعن المطالبة بتغيير السائد، لكن مرور الأيام، ونفاد الطعام، وإفلاس العوام وضجرهم وسأمهم من تلبيس الحقائق بالأوهام سيتحول رويدا الى رفض للطريقة التي تجري فيها الأمور، وتساس فيها الناس، فقد تقبل مواطنونا الحظر وقالوا: نقطة راس سطر، لكن الشعب ليس كله حرامية، وليس كله موظفين، وليس كله مرتشين، وليس كله تجار، ففئات إجتماعية لاتملك قوت الغد، وإستنفدت قوت اليوم، وهناك مطالب، وحاجات متزايدة في ظل إحتمالات تمديد الحظر على الناس لأسابيع حتى ينقشع الوباء من العالم، وهو أمر تضعف إحتمالاته مع إستمرار تفشيه في أكثر من بلد في المعمورة.

ماذا عن عمال اليومية، وسكان المساطر، وسواق التاكسي، وعمال المطاعم والفنادق والمولات، وأصحاب البسطيات والفقراء، وحتى الذين يعيشون على التسول، والذين يبيعون كارتات شحن الموبايل والمناديل الورقية، وأشكال وأنواع من الناس كالمطلقات والأرامل، وكل الذين تركوا بلانظام غذائي، ولاضمانات مالية، ماذا عن الذين يسكنون في شقق مؤجرة وبيوت، ماذا عن الذين لايملكون المال لشراء الطعام وقنان الغاز والوقود، ماذا عن الذين يعيشون على الكفاف، ماذا عن الذين يجب أن يدفعوا مبالغ الإيجار، وماذا وماذا، وماذا بينما الدولة العراقية تعمل بنظام ( عليك ياالله) وكثر منشغلون بمصالحهم وأموالهم وهم لاهون عن الشعب.. هل يريدون ان نذهب الى المزيد من الفوضى، أم الى الهاوية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك