عباس خالد
إن أنسحاب القوات الأجنبية المنضوية في حلف الناتوا أو من الدول التي أرسلت لها قوات تعتبر قوات استخبارية حليفة مع أمريكا، أو جاءت تتابع مواطنيها الذين انتموا إلى داعش الإرهابي، أو جزء منهم عناصر استخبارات عاملين في العراق، وكانت هذه القوات هي محطات ومراكز إعداد وانطلاق لعناصرها.
أما أنسحاب القوات الأمريكية وهي أصل المشكلة والأزمة والمتورطة في قتل العراقيين فلم يعلنوا أنسحاب بمعنى الإنسحاب الذي أعلن عنه أوباما عام ٢٠١١ زمن حكومة المالكي،الذي كان انسحابا رسميا وتم تحديد إطار قانوني لطبيعة التواجد لبقية القوات القليلة وفق استراتيجية وبموافقة حكومة وبرلمان ،إنما يحدث هو اعادة إنتشار وامتصاص الضغط والتماهي مع الأحداث الأمنية الحاصلة في المنطقة والعالم ،ومايمر به من أزمة وبائية لايستطيع أحد التنبؤ بما تؤول إليه نتائجها .
أمريكا تعتبر جريمتها إغتيال الشهيدين لاتزال تداعياتها ولم تنتهي وهي تعي ذلك جيدا، والمشروع الذي أطلقه السيد الخامنئي وهو إخراج القوات الأمريكية من المنطقة سيكون تداعياته وانعكاساته في العراق وذلك نتيجة حضور المقاومة .
وان والجرائم الأمريكية التي ارتكبتها في العراق تبدا من احتلال العراق و ادخالها القاعدة و داعش وارتكبوا المجازر بحق الشيعة تحديدا والمواطنين الاخرين من الأديان الأخرى ومن آخر سلسلة جرائمها اغتيال قادة الحشد والنصر وقصف مواقعه وموقفها المشين في درج شخصيات عراقية سياسية وكيانات ضمن قائمة الإرهاب والعقوبات .
لذلك وفي هذا الظرف هذه مسرحية وبنفس الوقت فسح المجال لحلفائها بالداخل لتمرير مرشحها في المرحلة الحالية وتحسبا لضربها المستمر .
وعلى هذا الوصف أمريكا لم تنسحب ولم تعلن انسحابها وأما أنسحاب القوات الأجنبية الأخرى ليس له تأثير انسحابهم .أما من وراء الضغط والانسحاب الشكلي الدور والموقف الأول لخط المقاومة العسكري والسياسي الوطني المتواجد في البرلمان والحكومة المدعوم من رأي عام وجمهور.
أما التعامل مع المرحلة المقبلة كل مرحلة تفرض مواقف ومبادرات لكن يجب أن تكون رؤية وخطة يطلع عليها الجمهور تطلقها الفصائل والكيانات السياسية الرافضة للتواجد الامريكي العسكري والدبلوماسي بهذه الطريقة والتدخل.
المرحلة الأولى إختيار رئيس وزراء يقدر هذه التضحيات والمواقف الوطنية.
وان تمرير الزرفي الذي سيقوم بسد فراغ الدور الامريكي وانسحابه للخلف لدفع واجهة في هذه المرحلة التي يعتبر وضع ترامب على المحك في الداخل ومستقبله الانتخابي.
يجب تكثيف الضغط السياسي والتحضير للمرحلة المقبلة داخليا وخارجيا وأن يتماهى مع الاحداث والتطورات الدولية وينظر للتوازنات الدولية بواقعية ولايترك هذا الجانب.
والزرفي في تحركه الأخير اعطى انطباع انفتاحه دوليا وهو يريد تعزيز تصور أن بقية الأطراف معزولةوهذه نقطة مهمة في العلاقات التي تنعكس على الداخل وعموم الوضع .
https://telegram.me/buratha