المقالات

المشهد السياسي العراقي بعد كورونا !


د.فاطمة سلومي

 

 عندما سألت جريدة (foreign pl icy ) الامريكية سؤالا للمهتمين بالعلاقات الدولية عن مدى تأثردول العالم  بفيروس كورونا  من حيث العلاقات والتوازن وكانت إجابات المتخصصين بهذا الشأن كثيرة ومتعددة: أهمها فشل الولايات المتحدة الامريكية في قيادة العالم وتحول الزعامة الى الصين ناهيك عن انتهاء العولمة الاقتصادية واسئلة أخرى كثيرة ...

 اليوم سنضع هذا التساؤلات والتوقعات نحو العراق الذي لا يخوض فقط حرباً  جرثومية متعددة الاضرار يقودها فيروس لا يرى بالعين المجردة بل حرباً عسكرية لانهاية لها مع الامريكان في ضوء فراغ دستوري واضح بعد استقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي وقلة الإمكانيات والدعم اللوجستي واشتداد حدة الخلافات حول من سيقود المرحلة الانتقالية القادمة بين من يؤيد الزرفي او يخالف ترشيحه ومحاولة زج أسماء أخرى من (البيت الشيعي) الى حلبة المنافسة مثل السادة عزت الشابندر وقاسم الاعرجي وعبد الحسين عبطان.

وهنا نضع الرؤى للعقل الجمعي للسياسيين ضمن صوب الحقيقة المعلنة لكل من يريد معرفة الحال الذي ستؤول اليه الاحداث.. مع وجود لعبة التوازن الدولية والعراق اول المتضررين ليس من هذه الازمة بل من أزمات كثيرة داخلية وخارجية .

ومنها ازمة كورونا وتأثيرها الكبير على المجتمع العراقي ومحاولة انقاذ الدولة ومؤسساتها   بأضعف الحلول مع انخفاض أسعار النفط الى 20 دولار للبرميل الواحد والتي قد تجعل البلاد امام ازمة تفوق ازمة العالم عامي 2008-2009والتهديدات الامريكية لضرب فصائل المقاومة وخلق جبهة عسكرية جديدة بدأت بوادرها مع مغادرة  القوات الامريكية من بعض القواعد العسكرية مثل قاعدة القيارة رغم مايراه الكثيرون بانها لم تنسحب من القواعد  بل من أماكن غير آمنة ؟

خاصة بعد تعرضها للقصف من بعض الفصائل الرافضة لوجود المحتل بكل الاشكال . والتلويح الأمريكي بانقلاب عسكري قريب هنا يجعلنا نتوقف ونسال ماهي دولتنا ؟ وماهي قدراتها الأمنية والعسكرية والصحية الذي يجعلها تخوض جدلية المرشح وترفض مبدا المرجعية المجرب لا يجرب ؟؟

متجاهلة المطالب المشروعة للمتظاهرين اولاً وما يريده الشارع العراقي ثانياً لنستفهم المعنى بان النظام السياسي قد يخضع للاستجابة والموافقة على الزرفي كحل موقت منذ تكليفه من قبل رئيس الجمهورية السيد برهم صالح الذي ينسجم مع المعطيات الامريكية  وتحركاته الواضحة للعيان برسم صورة التأييد الإقليمي والدولي من خلال لقائه بممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلا سخارت وسفراء وممثلي بعض الدول العربية,و كسب الطرف المعارض له خلافاً لعلاوي المكلف قبله ورفض من الأغلبية .

 ولعل  تغريدته  حول الحشد الشعبي واعتباره مؤسسة عسكرية عراقية, تدلل على ذلك ومع كل هذا  نقول حتى لو تسنم الزرفي الحكومة الانتقالية سيجد نفسه خاضعاً للكتل السياسية وسط الصراعات الإقليمية والدولية وبنية السلطة ومعضلة الشراكة والمحاصصة السياسية بين (الشيعة والسنة والكرد )وسيكون عاجزاً بشكل كبير في اجراء التعديلات الدستورية التي عجز الكثيرون عن إنجازها وربما نستذكر حكومة الجعفري الانتقالية  الثالثة عام 2005 التي كانت مقيدة أمريكياً رغم انها كانت منضوية انذاك (بالاتئلاف الوطني الموحد) المختلف مع نفسه,

لذلك فبين إدارة ازمة كورونا ووضع الاستراتيجية المناسبة لها  يحتاج إعادة ترتيب وبناء كل مؤسسات الدولة التي تهدمت وعلى مدى السنوات السابقة مع مراعاة المعايير للمدة الزمنية التي استمر بها هذا العجز والترهل في مؤسسات الدولة جميعاً ,ونضع في الحسبان كيف تدار الازمات وكيف يتم التغلب عليها خصوصاً اذا عرفنا بان ادارتها تنطلق من قوة الدولة وأجهزتها.

 وبدون ذلك تبقى الازمة وعلى مدى الأيام القادمة  تنجب أزمات أخرى هي بالأساس موجودة مثل ازمة الديون المتراكمة والأزمات الاقتصادية بفروعها كافة فضلا عن ملفات الفساد المستشريوملفات أخرىعديدة كلها تشكل عائقا امام الدولة العراقية المعاصرة المهددة بالانهيار وانهاء التجربة الديمقراطية التي بناها الاحتلال الأمريكي عام 2003بما يسمى عملية التحول الديمقراطي.

ـــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك