بقلم /عبد المنعم الحيدري.
كثر الحديث عن المناورات العسكرية لقطاعات من الجيش الأمريكي والإماراتي، على أن هذه المناورات لقطاعات عسكرية أمريكية كانت متواجدة في العراق ولديها الخبرة في القتال والمعلومات الكافية حول المدن العراقية.
لقد كنت اول المتابعين لها من على قناة الجزيرة الفضائية، ولم أولى الأمر اهتماما ولا زلت كذلك، لكن ما دفعني للكتابة عنها الان هو كثرة الرسائل التي وردتني من بعض الاصدقاء حول تفسير هذا الأمر وقلقهم المتزايد منها.
ولهذا اكتب واتمنى على الجميع قرأتها للنهاية لغرض التوضيح والفائدة منها.
الأسباب.
أن الأسباب التي دفعت أميركا لإقامة هذه المناورات هي لغرض ثلاثة أمور وهي :
١. ان تكون مناورات عادية لغرض التدريب.
٢. ان تكون مناورات الغاية منها لتنفيذ عملية حقيقية على أرض الواقع.
٣. ان تكون مناورات تكتيكية ترافقها اشاعات من هذا القبيل وان هذه القوات تستعد لعملية انقلاب عسكري داخل العراق، الغاية منها تحقيق هدف سياسي دون معركة أو قتال، وهذه المناورات تعتبر ورقة ضغط وتهديد ليس أكثر لأجل أن يرضخ العدو واقناعه بمخططها.
اما الامر الأول أعلاه فهو مستبعد بحكم ان الامر اخذ بعدا دعائيا وهذا ما يجعل أن الأمر غير عادي.
اما الأمر الثاني والذي هو أيضا مستبعدا لجملة من الأسباب القانونية والسياسية وأسباب القدرة والمكنة وان هذا الأمر إذا ما حصل فأن تداعياته ستكون كبيرة.
التداعيات.
ان الرد لكافة الحركات والفصائل المقاومة العراقية سيكون ردا قويا وقاسيا وان مثل هذا العمل المتمثل بإسقاط نظام سياسي ديمقراطي بإنقلاب عسكري من دولة تعتبر محتلة سيمنح دول الإقليم المجاور الحق بالتدخل في العراق لأنها تعتبر العراق خط الصد الإول والدفاع عن حدودها، وان اول الدول التي تشعر بالقلق والتهديد إيران والتي تعتبر أميركا هي الشيطان الأكبر، وهذا سيتيح لجنود الحرس الثوري أن يقاتلوا القوات الأمريكية على أرض العراق، ولقد كانت السنوات التي سبقت عام ٢٠١١م أنموذجا جميلا بصد قوات الاحتلال الإمريكي وضربه ضربا مبرحا من قبل فصائل المقاومة آنذاك، َان تلك الضربات قد عجلت للقوات الأمريكية بالانسحاب الفوري من العراق، وبناء على ما سطرته صفحات التاريخ من ملاحم بطولية ضد قوات الاحتلال الأمريكي، وبما أن الكلفة لمثل هذا العمل العسكري عالية جدا، فا اعتقد ان هذا السيناريو ليس بوارد وان واشنطن لن تقدم عليه ابدا.
اما الامر الثالث فهو أمر وارد جدا وانا شخصيا اميل إليه، ولأن أميركا التي تسيطر على أغلب مقدرات العراق وتهيمن على أكثر من نصف قراره لا تحبذ أن يكون لها شريكا في العراق وهو شريك مؤثرا وقويا ويستطيع أن يقلب الطاولة على أميركا ويسحب البساط من تحت قدميها بين الحين والآخر وهذا ما يزعجها جدا، لهذا قررت أن تكمل مخططها التي بدأته بتحريك الشارع ومن ثم اغتيال الشهيدين سليماني وابو مهدي المهندس وصولا إلى المماطلات لحرق المدة الدستورية من قبل رئيس الجمهورية لتصل إلى نهاية لعبتها حينما قام الرئيس برهم صالح بتكليف النائب عدنان الزرفي ضاربا الدستور عرض الجدار من خلال تفسيره للمادة ٧٦ من الدستور العراقي على أنه يمتلك حق الترشيح والتكليف معا وهذا ما اعتبر تجاوزا على الدستور العراقي، لأن أغلب المختصين بتفسير ألمواد الدستورية يقولون ان من حق الرئيس أن يكلف لا أن يرشح.
امتعضت الغالبية الشيعية من هذه المخالفة الدستورية لرئيس الجمهورية، والتي كانت محل شك وريب من قبل الكتل السياسية الشيعية وقرر أكثر من ١٠٠ نائب أن المكلف السيد عدنان لن يمر بسبب الآليةالتي وصل بها إلى مرحلة التكليف بالإضافة إلى رفض كردي مع البعض من الكتل السنية، وهنا تيقنت أميركا أن المكلف عدنان الزرفي، وهو مواطن أمريكي وينحدر من أصول عراقية شيعية غير قادر على أن يصل إلى مرحلة تشكيل الحكومة العتيدة وتمريرها بدأت تسعى إلى ممارسة الضغوط على ممن يعارضون السيد عدنان الزرفي ويرفضون التصويت على أن يترأس الحكومة القادمة.
لهذا نجد أن اميركا، قد بدأت تحركاتها من خلال الضغط على ساسة العراق وإشاعة الإنقلاب العسكري من اجل أن تصل رسالات التهديَد لمن بيدهم القرار السياسي وهم رؤساء الكتل السياسية العراقية الذين وقفوا ضد المحتل بأشكاله، لعلهم يقبلون بشخصية تعطي أميركا الأولية بكل شيئ من بينها إعادة الاتفاقية الأمنية وبقية الأهداف التي عجزت أميركا
عن تحقيقها في السابق.
الغايات.
هكذا تكون أميركا قد لعبت من أجل أحد أهدافها وهو إيصال رئيس وزراء يعمل وفقا للأرادة الأمريكية، ولإجل أن يكون العراق كله تحت سيطرتها.
اعيدها مرة أخرى واقول أنها فقط تلوح بالتهديد دون أن تقدم عليه وتفعله وأنها بحالة انكماش داخلي وأنها في أضعف حالاتها خصوصا أن لله جنود من كورونا.
https://telegram.me/buratha