المقالات

جلسة مع الذات في الحَجرِ المنزلي


خضير العواد

عندما أجتاح وباء فيروس كورونا العالم وأضطر الإنسان الى حجر نفسه في مسكنه ومنع من الخروج حتى يتفادى عدوى الفيروس المهلك الذي لم يبقي ولم يذر فقد أغلق الأبواب جميعها من معامل ومدارس وجامعات وجوامع ومقاهي وملاهي وأسواق ونوادي حتى أصبحت الكرة الأرضية خالية من سكانها بعد أن ألتزم الجميع الجلوس في مساكنهم خوفاً من فيروس يدعى كورونا ، وهذا الفيروس نتاج ظلم الإنسان لنفسه فعندما كثر الظلم انسكب من إناءه فبدأ بتهديد البشر في وجودهم ، وهل استغلال العلم من أجل السيطرة واستعباد الآخر وسرقة خيراته وثرواته هو الظلم الوحيد الذي كثر وانسكب من إناءه ؟؟؟ ألم نظلم أنفسنا عندما قبلنا أن تنتشر ما بيننا المثلية وجعلناها فكرة قابلة للنقاش بعد أن كانت من الموبقات التي يحتقرها العرف ويستحقرها وقد حرمها الشرع لخطرها على المجتمع وتكوين العائلة السليمة وما قصة قوم لوط عنكم بغريب ، ألم نظلم أنفسنا عندما جعلنا نسائنا تمشي كالعاريات وهن يرتدين ملابس لاصقة على الجسم وتحكي جميع مفاتن جسمهن ، وأصبحت امرأتنا كالعارية تمشي ما بين ابناءها وأخوتها وأقاربها وحتى والدها ولم نتكلم او ننقد أو نرفض ؟؟؟ ألم نظلم أنفسنا عندما قبلنا بأن تترك نسائنا الحجاب الشرعي واكتفت بقطعة قماش على الرأس مع بنطلون ضيق وجاكيت للخصر وماكياج يجعل منها صورة ملونة تجذب كل ذي عين لألوانها الخلابة ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا اختلاط الشباب بالشابات وجعلنا صداقتهم شيء عادي ومقبول وخروجهم سويةً جزء من الحقوق ؟؟؟ ، الم نظلم أنفسنا عندما جعلنا السارق ما بيننا محترم والراشي يكرم والمحتال يُقَدّر وكأن الغاية تبرر الوسيلة فالغاية المال وأما الوسيلة فلا يجب أن تسألوا عنها ؟؟؟؟ ، ألم نظلم أنفسنا عندما جعلنا الغش شطارة وأخذ المال عن طريق الفصل العشائري حق محتوم ؟؟ حتى أصبح القوي يأكل الضعيف ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت عنوان احترام الحريات الشخصية ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا شبابنا ولم نغذيهم بالثقافة الإسلامية بطرق سهلة ومقبولة ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا الأفكار المنحطة تغزو بلادنا ولم نقاومها أو نهيئ الطرق الصحيحة لمواجهتها ، ألم نظلم أنفسنا عندما أتجه البعض من رجال الدين الى المظاهر وحب الظهور وجمع المال مع ترك تربية المجتمع ؟؟؟ ، ألم نظلم أنفسنا عندما أصبح تفكيرنا مادياً بحت ولم نترك للمعنويات أي مساحة من عقولنا وقلوبنا ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا أبنائنا وبناتنا أسارى وسائل التواصل الاجتماعي ، ألم نظلم أنفسنا ........... ؟؟؟؟ ألم نظلم أنفسنا .............؟؟؟؟؟. وكأن قول الله سبحانه وتعالى ينبثق صادحاً يهز الدنيا ويتفجر من بين الصخور والأزقة والشوارع والساحات ناصحاً ومحذراً ومهددا (( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) ، وهذا ما جنته البشرية نتيجة ابتعادها عن تعاليم الله سبحانه وتعالى فما هذا الفيروس إلا تحصيل حاصل نتيجة الظلم الذي تفشى ما بين خلق الله سبحانه وتعالى .

فلعل هذا الحَجر يوقظ في عقولنا وضمائرنا شمعة حب الإصلاح والرجوع الى الذات التي ترشدنا الى طريق الله القويم وهو طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ،عندها يكون هذا الحَجر نقطة التحول الكبرى التي ترجع البشرية عامة والمسلمين خاصة الى الغاية التي من أجلها خلق الله سبحانه وتعالى البشرية وهي عبادته والقيام بأوامره والابتعاد عن نواهيه حتى نحصل على سعادة الدارين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك