المقالات

توبي يانيويورك

1202 2020-04-02

هادي جلو مرعي

 

كانت ساحة تايم سكوير خالية من المارة، ومن السيارات، وكانت الأضواء مبهرة، ولوحات الإعلان تشير الى حياة مستمرة على الشاشات فقط. فقد توقف كل شيء، أو يكاد بإستثناء الطعام والشراب والدواء، ومايؤمن دوام الحياة المهددة بالفناء بسبب فيروس كورونا الصغير، بينما البنايات الشاهقة وكأنها لاتعي مايجري. وحده الرجل الشاب الأبيض يصرخ عاليا: توبي يانيويورك، توبي يانيويورك.

في الهند كان الآلاف من المريدين يجلسون في الساحات المتصلة بالمعابد الهندوسية يرددون الأدعية والتلاوات المعروفة عند أتباع تلك الديانة القديمة، يطلبون الخلاص والرحمة والشفاء من الوباء اللعين، وفي كنائس ومساجد المسلمين والمسيحيين واليهود، وفي كل معابد الأرض المشيدة لتمثل الرب، وطريقة عبادة خاصة، الجميع صاروا قريبين من محراب التوبة والصلاة والتعلق بأمل ما يأتيهم من مسجد، أو كنيسة، أو معبد، أو من رجل عارف، فالحياة تلهي الناس عن النهايات، وعن الحقيقة التي سيواجهونها نهاية الأمر عندما يجدون انفسهم وجها لوجه مع الرب ليحاسبهم على خطاياهم، ويتقبل الناس ذلك الآلهاء، ويندمجون معه، ولكن وفجأة تأتيهم الصفعة. صفعة كورونا التي أخلت شوارع الكوكب، وعزلت البشر عن بعضهم، وحجرت على المليارات، وأوقفت الطيران والسفن والسيارات، وجعلت السماء والأرض والبحار خالية من الأجسام التي كانت معتادة أن تخوض فيه متجهة الى آلاف الأمكنة في الجهات الأربع، وصار الناس في مواجهة خطر المرض المعدي، والموت الزؤام.

الرجل الذي يجول في ساحة تايم سكوير يتهم كما يتهم غيره في مثل هذه الظروف بالتخلف والجنون والجهل والشعوذة، ولكن لابد من التوقف عند نقاط مهمة تتعلق بسلوك البشر وإنحرافهم عن الأخلاق والسلوكيات القويمة، وإصرارهم على الأخطاء والجشع، والبحث عن الأموال والمناصب والمتع الزائلة التي يتقاتل بسببها الناس، ويكادون يفنون أنفسهم بالحروب والصراعات والجشع الذي لاينتهي، ويرسم للبشرية المستقبل الموبوء بالخوف والرعب.

في كل الأحوال فالبشر بالفعل قد تحولوا الى وحوش كاسرة تنهش الأجساد الضعيفة، وتحيلها الى أجسام ممزقة منهوبة لم تعد فيها حياة، وهو أمر لايمكن تجاهله، ويختلف الناس في شرح مايجري، أهو غضب من الرب، أم هي طبيعة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك