المقالات

دولة بريمر للازمات في العراق


 

صلاح التكمه جي ahlalrafidain2019@gmail.com

 

بعد عام من الاحتلال الامريكي و بالذات في عام 2004، وقف سيد المقاومة حسن نصر الله، يوجه كلمة لسياسيين العراقيين بمناسبة ذكرى الاولى للشهيد محمد باقر الحكيم، تكلم بصوت عالي مفعم بالبصيرة و الرؤية المستقبلية و كأنه يستعرض فيلم عن ما سيحدث في العراق في السنيين القادم و قال

(الاحتلال الامريكي للعراق يريدون نظام( اللادولة) في العراق، الامريكان يريدون  نظام سياسي غير مستقر في العراق، الامريكان يريدون العراق مقسما، مجزءا و على شاكلته ترسم الخريطة الجغرافية في المنطقة)

بعد 16عام من هذه الرؤية لسيد نصر الله التي برهنت صدق نبؤته و استشرافه للمستقبل البعيد للعراق، الا انه  تجد لحد الان بعض النخب المتأمركة في العراق تروج ان امريكا هي التي بيدها العصا السحرية لأنقاذ العراق ، و هي التي بيدها مفتاح الجنة لعالم الرفاهية و الاستقرار ، و البعض منهم يتساهل معك و يقول، ان مقدرات و واردات نفط العراق بيد امريكا وهي بيدها تجوعه و بيدها تغنيه ولهذا نحن لا حول لنا و لا قوة.

هذه الاسباب وغيرها تجعل المتأمركين يقومون بتبرئة الاحتلال الامريكي من كل جرائم نظام (اللادولة) لبريمر الامريكي

مشكلة العقل العراقي انه سريع النسيان، و في بعض الاحيان تكون هذه المشكلة، هي نعمة لانها تعكس طيبته و برائته، و لا يحمل الحقد حتى على عدوه، و هذه من الخصال الحميدة لشخصية العراقية، رغم انها تسببت له بفقدان البصيرة

هذا النسيان لأزمات دولة بريمر ساهم بتبرئة امريكا في صناعتها للازمات المتعاقبة، والتي جعلت من العراق بؤرة للفساد و الفوضى و الارهاب و التقسيم و مقر لصراع الجيوش الإلكترونية التي تنشر الاحباط و الفشل في نفوس المجتمع العراقي

و لهذا أعجب من يبرء دولة بريمر للازمات و التي أول ما أبتدئت أزمات قامت  باسقاط الدولة، وفتح الاحتلال الامريكي الحدود للجهاديين ليقاتلهم في بغداد و النجف و البصرة عوضا عن منهاتن

هل تناسينا أزمة العمليات الانتحارية التي كانت تتسبب يوميا بأستشهاد المئات من العراقيين حتى وصل عدد الشهداء بالالاف.

و كان المرجع السيستاني يصرخ ببياناته ان ما يحدث من قتل و فوضى و تفجيرات انتحارية وراءه المحتل الامريكي (راجع بياناته في موقعه)

هل تناسينا يوم جاء نيغروبنتي الى العراق و حوله الى أزمة لحرب طائفية طاحنة انتهت بتفجير المرقدين و راح ضحية الحرب الاهلية المئات من العراقيين

هل تناسينا مثلث الموت و مربع الرعب و دائرة القتل على الهوية

بربك من يجعل البلد مسرحا لازمة القتل الطائفي، كيف يكون مصير دولته و شعبه ، بلاشك سيكون مثلما توقعه نصر الله نظام (لادولة) نظام ليس فيه استقرار سياسي

هل تناسينا يوم فتحت ابواب سجن بوكا الامريكي و اطلق ضباط سي اي اي قادة داعش ليعلنوا عن دولتهم الاسلامية في العراق و الشام(داعش)، و يوم أعلنت و وصل جحافل جنودها على اسوار بغداد، صرح سيدهم اوباما، نحن غير معنيين بالتدخل بالحرب الطائفية في العراق، بل اكثر من هذا القوات الامريكية حذرت حتى البيشمركة من التعرض و مهاجمة قوافل داعش القادمة من سوريا الى العراق (راجع تقرير الجزيرة في تلك الفترة) ، و لولا فتوى جهاد الكفائي و الحشد الشعبي لاحترقت خريطة العراق كما بشرت به مجلة التايمز.

بربك يا من تبرئ امريكا و اعراب صهيون ، كيف ببلد خريطته تحترق بازمة داعش الامريكية ان تنتظر منه العافية و مع هذا ان النعمة الوحيدة التي حصل عليها الشعب العراقي منذ الاحتلال الامريكي حتى الان  هي نعمة ظهور  الحشد الشعبي و لعل هذا الخير الوحيد الذي جنيناه من دولة بريمر للازمات، هذا الخير يجب ان ينمو و ينمو ببركة فتوى جهاد الكفائي و ليصبح عوده شديد حتى يكون هو الدولة العميقة للعراق الجديد بعد تحريره من دولة بريمر للازمات  

مشكلتك يا من تبرء امريكا من دوامة الازمات في العراق، أنك لا تفهم، ان اي عمل تنفيذي، نجاحه متوقف على سلامة البلد من الازمات، اي هناك بنية تحتية للامن و الاستقرار، و لا يمكن ان تصنع مشاريع تنفيذية سليمة، و هناك ماكنة ازمات تدير وجود  الدولة

لو راجعنا  قليلا حركة الدولة العراقية منذ 2003 ولحد الان و بهدوء و تروي و صدر واسع، سنجد في كل مرحلة من مراحل العراق هناك ازمة امريكية صنعت في العراق لتدمر الاداة التنفيذية ، و هذا ما تنبئ به بالضبط نصر الله مع مطلع حكومة بريمر للازمات في العراق

عندما يصبح النظام السياسي هو اللادولة ، فماذا سيتمخض عنه، سيتمخض عنه ادوات تنفيذية فاسدة مثل اللجان الاقتصادية للاحزاب ، عندما تكون هيكلية النظام السياسي غير مستقر سينتج عنه الحواسم و الفساد و المحاصصة و غيرها

عندما يكون النظام السياسي اللادولة سينتج منه الفشل و الاحباط و الارهاب و بالتالي سيظهر حسوني الوسخ

من نظام اللادولة العراقية، التي هي دولة بريمر للازمات 

يتسائل البعض لماذا تبرر للفشل في مناطقكم، بينما النجاح في كردستان

أيها متأمرك ان كردستان لم يصنع فيها الامريكي المحتل أزمة تفجيرات انتحارية اليومي، حيث يقتل من شعبها بالمئات

اقليم كردستان وغيره لم يحدث الأمريكي أزمة مثلث لقتل الهوية تقطع بها الرؤوس و تخطف بها الأعراض

اقليم كردستان لم يتحرك فيها نغروبنتي الامريكي عملاءه ليقوموا بعملية تفجير المرقدين و تحدث حرب اهلية طائفية

اقليم كردستان تفاهم مع داعش في حدود دولة الاسلامية و كان نصيب انتحاريه لأبناء الوسط الجنوب

اقليم كردستان لم يطلب منهم الحقير ترامب ، ان يكون العراق راس حربة ضد ايران ويخلق ازمة تضاف للازمات السابقه لرؤساءه السابقين

أقليم كردستان و غيره لم تجيش جيوش السفارة الالكترونية ضدهم و كانت تنشر فقط الاحباط والفشل وتهييج الراي العام في مناطق الوسط و الجنوب

اقليم كردستان و الموصل و الرمادي لم يدرب لهم جوكر  مثلما تم تدريبهم في اربيل و واشنطن ليصنع منهم حركة احتجاجات جوكرية

مشكلتك يا متأمرك أنك لا تقرء ما تكتبه مجلة فورين بوليسي و تقارير مؤسسة راند لصناعة واقع فوضوي من الاوضاع المعيشية الصعبة ويتم استثماره بعمليات لوكالة استخبارات المركزية الامريكية 

مشكلتنا مع النخبة المتأمركة انها تتعامل مع القشور لا تذهب الى جذر المشكلة

عزيزي متأمرك اسمعها مني، اذا العراق لم يتطهر من الاحتلال الامريكي و قواعده، فلم و لن يتخلص من دولة بريمر للازمات

نعم مراجعة الذات العراقية في هذه لحظة التاريخية مهم جدا، يجب مراجعة ما حدث من ازمات أمريكية متعاقبة و ما الهدف من صناعة دولة بريمر للازمات في العراق .

هذه المراجعة أصبحت ضرورية و ملحة لتلافي اي ازمات امريكية في المستقبل القريب،  و لعل اهمها هي ورقة التقسيم ، التي يعد لها كحاضنة لوجود القواعد الامريكية في العراق.

و لعل ازمة التقسيم هي الحلقة الاخيرة من حلقات دولة بريمر للازمات ، اما اذا طرد الاحتلال فورقة تقسيم تحترق و يحترق معها كل ازمات و انذاك سيرفع الغطاء عن الفاسدين و الانفصاليين و المتأمركيين و سيبقى العراق فقط لابناءه مخلصين

ـــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك