المقالات

هل هناك تغيرات على مستوى النظام الدولي بعد هجمة فايروس كورونا؟!


عباس خالد

 

 

ليس  بهذه السهولة يتم التغير والتحول، وحتى الصين وروسيا الدول التي تعارض الهيمنة الأمريكية هي أكثر الأطراف المستفيدة من النظام الدولي التي أقرت أغلب  قواعده أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية وأن الصين ذات التأثير الإقليمي القوي والحضور الدولي وظفت ستراتيجيتها الإقتصادية والاستثمارية في ضل التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة من خلال تعهد الأخيرة حماية مصادر الطاقة عسكريا.

 وروسيا والصين والاتحاد الأوربي غير مستعدين بفرض قواعد جديدة بل يؤثرون في مرحلة التقييم في المرحلة القادمة ما بعد كورونا وممكن تحدث تعديلات على القواعد تعكس مصالح الدول القوية أكثر ؛مع بروز تحديات مشتركة وسيتم التركيز على الاتفاقيات بين هذه الدول حول الأسلحة النووية، والبايلوجية التي اظهرت قدرت الصين في التصدي لهذه الحرب الإفتراضية وتصدت إليها بجدارة ،دون طلب العون وانتصرت بصمت، وصدرت تجربتها للعالم من خلال مبادرتها وتوزيع خبرتها على الدول، معززة بدعم لوجستي لاحتواء الفايروس المشكوك به فعل فاعل.

ولإعادة صياغة قواعد الصراع والنظام الدولي أو تعديل قواعد تنسجم مع بروز قوى عظمى بعد انحسار الهيمنة الأمريكية وتبدد مواردها في الحروب وقيادة العالم وتحدي فايروس كورونا والأزمة والإقتصادية ودخول العالم بالركود .

وللالتفاتة المهمة برز قوة إيران الجمهورية الإسلامية وقابليتها لامتصاص الأزمات واستعداها الإستراتيجي رغم محاصرتها إقتصاديا ،وسياسيا.وحتى صديقاتها الصين وروسيا لم يكن لهم موقف علني بكسر الحصار أو الدعم  بل الصين تماهت واذعنت للقرار الأمريكي بوقف استيراد النفط من إيران   رغم هناك دعم غير علني لمد يد العون وعلاقات إقتصادية وحتى هذا الدعم هو مصلحة إقتصادية ،قومية صينية ولا تحسب في إطار تحالف استراتيجي صيني، لكن إيران ؛استطاعت أن توظف عناصر قوتها  لاحتواء الأزمات والحفاظ على قدرتها للتصدي لعمليات الاستهداف الشاملة وهذا في الحسابات المادية يعتبر نجاح لمثل ظرفها .

إن ما  نشاهده لايمكن أن نعتبره تحول بل إعادة تقييم وتعديل قواعد أكثر اشراكا في صياغة القرارات الدولية وأكثر الزاما بالتصدي للأزمات المشتركة وسيكون هناك تحول نحو البحوث العلمية الدقيقة بعد أن اخترق فايروس كورونا كل الأنظمة العسكرية...أما السيناريوهات البديلة فهذه الدول لديها مؤسسات دولة منتظمة  ومراكز دراسات مستقبلية استشرافية تتنبأ بهذه الأزمات والخسائر محددة ومحسوبة مسبقا وليس بهذه السهولة تتنازل عن هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية حد أقل في المدى القريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك