المقالات

قصة العراق

894 2020-04-05

هادي جلو مرعي

 

دعك من الشرفاء سواء كانوا من أصحاب المناصب العليا والوجاهة في المجتمع، أو من عامة الناس. فهم لايهشون ولاينشون، ولاقيمة لهم في بلد يحكمه، ويتصدر المشهد فيه صنفان من الناس هم العملاء واللصوص.

والعميل الذي يرتضي لنفسه أن يكون موظفا لحساب دولة أخرى تحت أي عنوان، وعلى حساب وطنه وشعبه من السهل أن يكون لصا! فالعمالة أخطر من السرقة. واللص الذي إرتضى أن يسرق من أفواه الجياع سهل عليه أن يكون عميلا، وقد جمع المتسلطون في العرلق السيئتين معا، العمالة، واللصوصية في مشهد لم ير له مثيل عبر تاريخ البشرية. وإلا فكيف يمكن أن نتحمل وقع هذه السرقات الكبرى، وفي وزارة واحدة تجد إن مبالغ السرقات تصل الى 40 مليارا من الدنانير، وفي مرة سرقت موظفة بسيطة مبلغا قدره 17 مليار دينار، وفي كل وزارة قصة، ولكل مسؤول رفيع قصته، وحتى الذين يبيعون علينا الشرف نحن نعلم إنهم وظفوا نساءا لهم، وأولادا وموظفين وأقارب ليسجلوا السرقات والعمارات والشركات والمليارات بأسمائهم، ونحن نعلم إن تلك السرقات تتحول الى إستثمارات وعقارات في دول عربية وإقليمية، ودول أبعد، وإن بعض المسؤولين والمسؤولات يحضرون أنفسهم للهرب، وإن بعض المسؤولين والمسؤولات لهم علاقات متشابكة محلية وخارجية، وإن مافيا اللصوصية جمعت (حثالات السنة بحثالات الشيعة) بحثالات قوميات وأديان أخرى إجتمعوا على تشكيل مافيات سياسية وحزبية، وبعناوين طائفية وقومية وعشائرية لنهب الدولة التي لايؤمنون بمستقبل لها، وهم يحتقرون الشعب العراقي، ويعدونه حشرات، ويتصرفون مع الشعب بهذه الطريقة التي أورثتها لهم أنظمة حكم تعاقبت على هذا الوطن المنكوب، وليعلم كل عراقي، وليأخذها مني حكمة للتاريخ: ان كل نظام يزول فإنه يورثها لنظام أسوا منه لأن مادة كل نظام هي ذات الطينة البشرية الوسخة، حتى إننا قسمنا الى صنفين، لصوص وقتلة، أو عوام معذبين، وكثير منا عبيد لأشخاص ولأحزاب ولأفكار بالية نحشر معهم في النار في الآخرة ونشاركهم الجريمة في الدنيا وليت إننا نسرق كما يسرقون او نتمتع كما يتمتعون.

صار على كل عراقي أن يفهم إن هذا البلد لايراد له أن يقوم، والحكمة الثانية تقول: إن على كل عراقي يرى في نفسه الشرف والعفة ونظافة اليد أن يتعايش مع شرور هذا البلد، ويتمثل بالحيوانات والنباتات والبكتريا التي تتأقلم مع المناخ، فتتعايش مع الحر والعطش، أو البرد، أفلاترون أفاع وعقارب وحيوانات ونباتات تعيش في رمل الصحراء بلاطعام ولاماء، فتعلموا منها.

والشاعر الماهر يقول

ومن يهن يسهل الهوان عليه

مالجرح بميت إيلام

فالهوان صار طبعا في مجتمع قبل بالهوان منذ قرون، وصار طيعا لكل جبار عنيد ولص مريد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك