محمود الهاشمي
تشكل حركات التحرير والمقاومة واحدة من الثوابت الأساسية لأي امة في العالم ، حيث يرى أبناء (الأمة) بهم الفئة المضحية والمقاتلة ورمزا كبيرا لمعالم الحرية والانعتاق, لذا تجد ان الساحات العامة ، غالبا ما تزين بالنصب والتماثيل تخليدا لهؤلاء الأبطال ، وعنوانا لمستقبل البلد ومصيره.
ان المقاومة التي انطلقت مع قدوم الاحتلال الى العراق عام 2003 وان تنوعت أسماؤها وعناوينها وتاريخ تشكيلها الا انها في النهاية لها الدور الفاعل في مواجهة الاحتلال والدخول ضده في معارك ضارية ادت الى الحاق الهزيمة به والخروج عام 2011 م .
خلال تواجد الاحتلال على ارض العراق تكون قد ارتكبت سلسلة من الجرائم بحق الشعب العراقي فبالإضافة الى تدمير البنى التحتية لاكثر المعامل والمصانع وتسريح كوادرها ناهيك عن ت…
2-انهيار الاقتصاد ادى الى عدم نشوء طبقة (اصحاب رؤوس الاموال) الذين يراقبون العملية السياسية ويرون في فشلها ضياع لاموالهم ، خاصة وان تجربة النظام الاقتصادي في العراق بعد عام 2003 يصنف على انه وفق(نظام السوق).
3-بسبب التدخلات السياسية فقدت المراكز الادارية فاعليتها وعناوينها وتخصصاتها ،
حيث لم يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
4-فقدان الرمزية الاجتماعية والسياسية ، وحتى الدينية بسبب فشل الاحزاب الاسلامية في ادارة الدولة, والتدخل العشائري في شؤون بعيدة عن مهامه.
5-عدم وجود طبقة وسطى تنظم العلاقة بين الطبقات وتقود النشاطات الثقافية والفكرية .
عندما وصلت العملية السياسية الى (الاختناق) في العراق وبات تبادل الاسماء من اضعف الى الاضعف (عبد المهدي – محمد علاوي- عدنان الزرفي – مصطفى الكاظمي) فهذا يعني توقف الحلول وان (طبقة السياسين) ليس امامهم اي خيار ينفع.
لذا جاء بيان تسعة فصائل للمقاومة وتبعه بيان كتائب حزب الله بتحميل المسؤولية لطبقة السياسين وللمرشحين الغير مؤهلين وللمحتل ، وهو بيان من الممكن ان يخلق خطاً موازيا وفاعلاً في تقويم التجربة السياسية ، والضغط بالشكل الذي تعتبره هذه (الفصائل) و معها الحشد الشعبي مشروعاً وطنياً لازاحة (الطبقة السياسية الفاشلة) وازالة اثار الاحتلال في بعده السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، على ان تستعين بجميع الخبرات المتوفرة بالبلد ، دون النظر الى الانتماءات والعقائد ، فالارض واحدة والشعب واحد والهدف واحد في البناء والاعمار.
ان نزول (فصائل المقاومة) الى الميدان قد يزعج البعض ، باعتبار ان فيه خنق للحريات وان مهمة الفصائل يقع في الجانب الامني فقط، وهذا خطأ وخلل ، فمثلما أخطأت الولايات المتحدة في التأخر في اصدار قرار (حظر التجوال) بدعوى رفض منظمات المتجمع المدني ذلك ، وادى الى هلاك الالاف والعودة للقرار لاحقا ، كذلك ان الخطأ في ترك طبقة السياسين دون رادع ولا وازع.
ان الصين انطلقت من هذا (الجذر) وكذلك ايران ، وكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية حتى استقامت التجربة في ذات الوقت على (المقاومة) ان تعلن برنامجها وان لا تتردد في اي اجراء لانها ستصطدم بـ ( الطبقة السياسية) الفاسدة ، وبالدولة العميقة ، وبآخرين من دعاة (الليبرالية) والمسميات الاخرى ، كما سيصطدمون بالارادات الخارجية وتوابع المحتل ، لكن التضحية في ذلك اسهل بكثير من التضحيات التي قدمناها في تحرير الارض والانسان ... وحتى تبدأ (المقاومة) مشروعها الوطني لابد من رسم خارطة طريق ، بالاستعانة بذوي العلم والمعرفة.
https://telegram.me/buratha