✍️ إياد الإمارة
▪ عقدان من الزمن تقريبا مرتا على الإطاحة بنظام صدام الشمولي الديكتاتوري الدموي، وهي مدة كافية على بناء العراق وتحقيق آمال شعبه وتطلعاته التي كانت محبوسة في أقفاص الشعبة الخامسة وسجن أبو غريب ومديرية أمن البصرة..
عقدان من الزمن ونحن نعلق صور المفكر الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه في المقار والشوارع والمكاتب الفارهة، الشهيد الصدر -تمر ذكرى شهادته بعد أيام- الذي قال لنا ذات يوم لا تلعنوا هارون الرشيد إلا أن تملكوا دنياه ولا تتصرفوا كما تصرف! وقد ملكا دنيا هارون الرشيد فعلا، فكيف تصرفنا؟
نظرة عابرة سريعة على قوائم المعينين في السلك الديبلوماسي تبين لنا كيف تصرف لاعنو هارون الرشيد بعد أن ملكوا دنياه، "أبن سيد فلان وشيخ علان وحجي ابو بالطو وحجية أم الصالون" .. نظرة عابرة سريعة تبين لنا من يستأثر بالفيء من دون الناث3ص2س على حسابهم، ولو مددنا نظرنا إلى ابعد من ذلك لتبين لنا ان الحالة نفسها موجودة في مختلف مفاصل الدولة، في دوائرها الكبرى والصغرى، على طريقة العراق بلد "الجماعات" جماعة فلان ومحسوب على فلان..
عقدان من الزمن مرتا والفساد يُطبق على أنفاس الناس في كل جزء من هذا البلد بلا استثناء، فساد اشترك فيه الجميع بلا استثناء كل حسب موقعه ومسؤولياته، والمضحك أن الفاسدين يلعن بعضهم بعضاً ويفسق بعضهم بعضاً..
يبدو أن عهد الفساد سيستمر ولن يتوقف -على أقل التقادير- خلال الفترة القريبة القادمة، سيستمر ونحن ندخل عهداً جديداً هو الفوضى التي لن تبقي ولن تذر، فوضى ستكون أشد علينا من سابقتها التي كانت نتيجة عرضية في عهد الفساد، الفوضى التي ستعمنا قريباً ستكون جارفة تأتي على ما بقي منا ولم يستطع الفساد وكورونا القضاء عليه.
أنا لا أتكهن، إطلاقاً، الرؤية واضحة جداً ولا نحتاج إلى نظر قوي لكي نتبينها.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)