عبد الكاظم حسن الجابري
انعطافة تاريخية مهمة, وتحول دراماتيكي مثير, ووجه جديد, وشمس الحرية تبزغ في التاسع من نيسان عام 2003 على عراقنا الحبيب.
الكلام سأكتبه بما احمله من فرح, لا بأدبيات بناء النص, والالتزام الفني في الكتابة, فالمشاعر الجياشة لا تعير اهتماما للتنميق, والتزويق وانتقاء العبارات.
فرح عارم, وسعادة لا توصف, انه اليوم الذي أُعلِن فيه انتهاء الحقبة الصدامية الظالمة, انتهاء حقبة الظلم والجور, والقهر والسحل, انتهاء حقبة الموت الجماعي, والمشانق والرصاص والتيزاب.
نعم أنا فرح جدا, وعائلتي سعيدة, وكل أصدقائي الذين عانوا مثلما عانيت, سعداء بما تحقق من منجز, سعداء لأننا تخلصنا من نكرات البعث, الذين ارتدوا الزيتوني لعشرات السنين.
يغضب من يغضب, ويحتج من يحتج, وليتباكى من يتباكى, بحجة الأوضاع السيئة حاليا, فمهما قلتم جميعكم, فإن الوضع الحالي أحسن بآلاف بل بملايين المرات من النظام السابق.
حاول البعث وابواقه الإعلامية, استغفال الناس وسذاجة بعضهم, وسطحية تفكير اخرين, بتصوير الوضع القائم بانه سوداوي ومظلم, واستخدموا دعاية الفساد كمادة دسمة للنفاذ بسمومهم إلى السيطرة على التفكير الجمعي للمجتمع, ولكن هيهات هيهات أن ينالوا ما يريدون, فالعراق أجمل بدون البعث واحلى بدون الزيتوني.
فرحتنا لن تنغصها ترهات البغدادية, او تخرصات الشرقية, او عهر الجزيرة, او كيد العربية, فرحتنا أصيلة بأصالة بلاد وادي الرافدين, وعمق حضارتها وجمال نهريها.
سيبقى التاسع من نيسان يوم الفرح, ويوم العرس العراقي, بالتحرر من أعتى دكتاتورية عرفها التاريخ, وسنظل نحتفل بهذا اليوم ما دمنا في الحياة, وسنستمر بلعن البعثيين وكشف زيفهم, ومحاولاتهم لتشويه واقعنا الجديد, وسنبين بالأدلة يوما ما إن ما يقال عنه من فساد, واختلال بالأمن, ما هو إلا صنيعة البعث, الذي مهد له في التسعينيات, ومارسه بعد السقوط, بالتسلق إلى الأحزاب التي فسحت لهم المجال.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha