المقالات

أين أخطأ رئيس الوزراء العراقي المكلف ؟..نصائح للمكلف الجديد


أسعد تركي سواريasadturky@gmail.com

 

 

المقدمة :

لا يمكن لأي متخصص أكاديمي أن يتجاهل الأحقية الدستورية القوى السياسية البرلمانية العراقية في تشكيل الحكومة التي يجب أن تولد من رحم البرلمان ، بوصف العراق محكوم بنظام سياسي برلماني ،

إلا إنه في ظل الجمود السياسي الذي يكاد يصل بالبلاد والنظام إلى أزمة في الشرعية السياسية الحاكمة ، كان لابد من إجتراح الحلول الإستثنائية لإدارة الأزمة ، بهدف إعادة تحكيم الإرادة الشعبية وتجديد الثقة بالنظام السياسي الحاكم ، وهذا ما حذرنا منه منذ بدء الإحتجاجات ، إذ حذرنا من إقالة الحكومة المستقيلة تجنبا للدخول في نفق الجمود والمجهول ، وبعد فشل التكليف الأول ، يمكن القول ، بأنه كان يمكن لرئيس مجلس الوزراء العراقي المكلف أن يمرر كابينته الوزارية ، فيما لو قام بما يأتي ، وهي نصائح مقترحة للرئيس المكلف الجديد :

أولا : إقتصار برنامجه الحكومي على النقاط المتسلسلة الأربع الآتية  :

١ - تعهد رئيس مجلس الوزراء المكلف وجميع الوزراء في حكومته المؤقتة بعدم الترشح لأي موقع تنفيذي أو تشريعي في الحكومة التي تلي حكومته المؤقتة .  

٢ - إنجاز الموازنة المالية ، في الأسبوع الأول من عمر حكومته   وإرسالها للبرلمان لإقرارها.

٣ - إنجاز ملف مفوضية الإنتخابات ، قانونا وتعيينا ، في الشهر الأول من عمر حكومته .

٤ - إجراء إنتخابات نيابية مبكرة في موعد لا يتعدى الشهر السادس من عمر حكومته . 

ثانيا : سلوك أحد الخيارين الآتيين ، في كيفية إختيار الوزراء :

١ - إعتماد المعيار ( الجغرافي - الديموغرافي ) المزدوج ، بمعنى إختيار وزير من كل محافظة عراقية ، وهذا يشير إلى المعيار الجغرافي ، ثم من داخل كل محافظة نعتمد المعيار الديموغرافي ، بمعنى أن يكون الوزير في كل محافظة من المكون الأكبر في تلك المحافظة ، ومع أن النتيجة ستكون مقاربة لنتائج التوافق السياسي والطائفي السابق ، إذ سيكون للشيعة عشرة وزراء ، وللسنة أربعة وزراء ، وللكرد أربعة وزراء ، إلا أنه ستجيء تلك النتائج بناء على معايير جديدة ، لأن إختيار الوزراء سيكون من المعاقل الأكاديمية والمهنية في الجامعات والنقابات والإتحادات والمحاكم ، في كل محافظة عراقية ، وبذلك ستتمثل جميع المكونات في السلطة التنفيذية عبر تمثيل جميع المحافظات ، وذلك سيمثل تطورا نوعيا في النظام السياسي العراقي .

٢ - إعتماد المثالثة ما بين القوى السياسية السنية ، والقوى السياسية الكردية ، والمتظاهرين ، أما تمثيل المكون الشيعي فسيتجسد برئيس مجلس الوزراء الذي ستختاره القوى السياسية الشيعية الرسمية ، وبالوزراء الذين سيرشحهم ممثلي المتظاهرين في المحافظات الشيعية المحتجة .

ثالثا : إعتماد أبناء المؤسسة ذاتها ، للوزارات التي تستلزم التخصص المؤسسي وليس التخصص الأكاديمي وحسب ، مثلا لا حصرا : وزارة الصحة ، ووزارة الدفاع ، ووزارة الداخلية .

رابعا : إعتماد التخصص الأكاديمي ، بمعنى إنسجام التحصيل الأكاديمي للوزير مع الوزارة المرشح لتولي إدارتها ، مع مراعاة إمكانية بعض التخصصات الأكاديمية أن تنسجم مع عدة وزارات ، مثلا لا حصرا : تخصص الإدارة والإقتصاد .

خامسا : إعتماد عامل الخبرة للوزارات التي تستلزم الرؤية الإستراتيجية ، مثلا لا حصرا : وزارة التخطيط ، ووزارة المالية ، ووزارة التعليم العالي .

سادسا : إعتماد العناصر الشابة للوزارات التي تستلزم الإنسجام مع الشريحة المستهدفة للوزارة ، مثلا لا حصرا : وزارة الرياضة والشباب .

سابعا : إعتماد النساء للوزارات التي تستلزم اللمسات الفنية والقدرة العاطفية العالية ، مثلا لا حصرا : وزارة الثقافة والسياحة ، و وزارة العمل والشؤون الإجتماعية .

الخاتمة :

إن ما يجبر مواطن الضعف التي قد ترد في الحلول المقترحة آنفة الذكر ، هو العمر المؤقت للحكومة ، التي سيقتصر دورها على الموازنة المالية ، والمفوضية المستقلة للإنتخابات ، والإنتخابات النيابية المبكرة ، التي ستجري خلال ستة أشهر ، ولو كنا قد أعتمدنا هذه الحلول ، أو تجنبنا أصلا الوقوع في مصيدة إقالة الحكومة ، لكنا  الآن على أبواب المراكز الإنتخابية ، إذ بدأت الإحتجاجات في الأول من الشهر العاشر من العام الماضي ، وها نحن في الشهر الرابع من العام الجديد ،  بمعنى دخولنا في الشهر السابع من الأزمة ،

حفظ الله تعالى العراق العظيم وشعبه الكريم .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك