المقالات

أول سؤال للحرامي في قبره

1023 2020-04-10

هادي جلو مرعي

 

يحفل التراث الديني بالمرويات عن الأنبياء الذين يفسرون للناس الآيات، والأوامر الربانية، ويلحون عليهم في تطبيقها، ولعل أول مايؤكد عليه الدين أن يكون مايأتيك من مال حلالا طيبا، وأن تنفقه في الحلال، ولكن المرويات الدينية الإسلامية تركز على الصلاة لأنها عماد الدين. أي هي مايثبت البنيان كعمود الخيمة، ولأن الصلاة إشارة كاملة على العبودية، فإذا قبلت قبل ماسواها، وإذا ردت رد ماسواها. فليس كافيا أن تصلي، ولكن صحة الصلاة هي الأهم، وهي حق الله الذي لاتنازل عنه على عباده.

ولعل أخطر الأسئلة عن المال، من أين إكتسبه، وفيم أنفقه؟ فلايكفي أن يأتي به من الحلال لأنه قد ينفقه في الحرام! فكيف إذا جاء به من حرام، وأنفقه في حرام؟ مع إن هناك من يأتي به من حرام، فينفقه في حلال، وكله في النار، إلا إذا جاء من حلال، وأنفق في حلال. وبالتالي هي أربع أصناف من المال، ومايهمنا الآن هو مايقوم به كثير من الناس في بلدنا، ويكاد يكون منهم الملايين ممن يعملون في المؤسسات الحكومية، والذين يتسلطون على المال، وعلى المناصب خاصة مع غياب الرادع والنفاق. فكثير من الناس متدينون في الظاهر، ولكنهم لايتورعون عن ممارسة كل حرام خاصة عندما يتحول الدين الى عادة. وللأسف فأغلب المسلمين، وأنا منهم تعودنا الدين كممارسة يومية قد لاتؤثر بالكامل على سلوكنا، فتجد إننا نصلي ونصوم ونزكي ونحج ونعتمر، ولكننا نسرق ونكذب وننافق ونرتشي ونرشي ونزني ونخون ونغتاب ونحسد ونغدر وننم ونشي ولاننصح. وقيل: إن الدين النصيحة، والنصيحة هي أن تؤدي عملك كاملا، غير منقوص.

في بلدنا العراق هناك آلاف المواطنين ممن اتيحت لهم فرصة الحصول على مناصب، وتسلطوا على المال العام، وكان هناك مشكلتان: الأولى: الجوع التاريخي، والثانية: غياب القانون، فأنظمة الحكم السابقة أنشأت جيلا جائعا مقموعا ذليلا مهانا دونيا، يبحث عن خلاص، وعن فرصة، وعن مال ومنصب وجاه، وليس مهما الطريقة، ولاعامل الأهلية والكفاءة، بينما كان ومايزال (القانون) في العراق اضعف حلقات حكم الدولة، ولهذا سرقت مئات المليارات من أموال الشعب لحساب العاملين في مختلف القطاعات من كبار الموظفين والسياسيين الكبار منهم والصغار، وهو إبتلاء وإمتحان ينبغي الصبر عليه، فكل حرامي سيحاسب قبل الآخرة، وسيصاب بأنواع البلاءات في نفسه، وجسده، وأسرته، واولاده، وشرفه، وحتى في سلوك الأبناء والزوجة الذين اطعمهم من حرام، ولأن الرب لايعزب عنه مثقال ذرة من عمل العبد.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك