المقالات

جس "أبو الإستعلامات" لي نبضي

1836 2020-04-13

حمزة مصطفى

 

في زمن كورونا الجائحة ترك المحللون السياسيون الفضائيات ولزموا منازلهم "ينشون ذبان", بينما هجر الأطباء عياداتهم وتحولوا الى ضيوف دائميين على الفضائيات. قد تبدو القسمة ضيزى لكن هذا الموجود طالما تغير كل شئ وليس قواعد اللعبة كما يقول محللو الأوبئة والأمراض المتوطنة. لم يعد الخبر الأول يصنعه دونالد ترمب مهما إرتدى من أربطة حمر أو زرق أو برتقالية, ولا كيم جيم أونغ مهما إرتكب من "زعطوطيات" سياسية, ولا فلاديمير بوتين حتى لو مدد رئاسته حتى نهاية القرن الحالي. الخبر الأول بات حكرا على فايروس إحتار فيه المخلوق الذي لم يعرف منذ دارون حدود الله فتمدد خارج صلاحيات ماهو مسموح له خارج سياق العبث البيولوجي. منذ دارون بدأ العبث بإعدادات البشر حيث جعل منا الأخ بمن فينا هو قرودة. ومن بعده جاء مندل ليكمل براسنا نظريته الوراثية التي تطورت فيما بعد الى سلسلة مما بدا إنه منجزات علمية مثل هندسة الجينات والحمض النووي وتحديد جنس المولود وحتى صفاته مثل لون العينين أو الشعر أو البشرة.

بدخول كورونا على الخط صار زعيم العالم الذي ينتظر إطلالته الجميع هو رئيس منظمة الصحة العالمية لأن ماينطق به هذا الرجل يمكن أن يحدد في الساعات المقبلة أو في اليوم التالي مسار العالم صعودا أو هبوطا بدء من أسعار النفط الى البورصة الى حركة الطيران. إذن  الخبر الأول والأخير والتقارير والمتابعات والبرامج الحوارية في كل الفضائيات يصنعه فايروس ينتقل بسهولة وبسرعة دون أن تحده حدود الإ حدود التباعد البشري.

بدء من  جبار عكار الى فهد بلاد تغنى المطربون بالأطباء بوصفهم خط الدفاع الأول والأخير عن أمراض الحب. عكار يبدو كان أكثر يأسا من زميله فهد بلان حين حيث "لقمان ماطيبه جرح البدلالي". فهد بلان وحين شرع الطبيب في "جس نبضه" حتى يعرف درجة حرارته لا لكي يعرف إن كان مصابا بكورونا أم "النشلة" العادية حيث لاسواها حتى قبل شهور طلب من طبيبه أن يترك يده لأن "التألم في كبدي". لا نعرف ما علاقة الكبد بالمصائب التي يعبر عنها فهد بلان لكن الجواب جاءه من عبد الجبارالدراجي الذي طلب هو الآخر من طبيبه أن يترك جرحه الأول لينشغل بالجرح الجديد الظاهر للعيان.

الآن حيث نعيش الجائحة بتنا نخشى الذهاب الى الأطباء ليس لأن الطبيب غير موجود بوصفه مشغولا بالفضائيات بل لأننا بدأنا نأخذ كل الإحتياطات اللازمة لعدم الأنزلاق نحو الأمراض المعروفة التي كنا نقضي عليها بحفنة من حبوب الباراسيتول أو الفلو أوت أو أبر الأسبيجك "الخبط". غير أن المفارقة التي باتت لافتة للنظر هي إنك حين تذهب الى أي مكان الآن "دائرة مفتحة باللبن , أو مقر حركة سياسية أو قصر حكومي خصوصا في ظل تعدد تكليف رؤساء الوزارات" فإن من بات يتكفل بجس نبضك ليس الطبيب بل أبو الإستعلامات المحصن بكل أنواع الكحول والديتول والكفوف والكمامات علما "إنت وهو" تعرفان جيدا إنكما .. تضحكان على بعضكما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك