المقالات

بناء الدولة : المشاريع الذكية وبقعة الزيت !!  


مازن صاحب

 

اثار مقال للاستاذ محمد الشبوط عن بناء الدولة الحضارية المنشودة وتطبيقات المشاريع الصغيرة ( الذكية) .. ليست بصدد تكرار وجهة نظري المتواضعة في مضمون فكرة الدولة الحضارية المنشودة ... واركز في هذه الاسطر على تطبيقات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهي مادة دسمة للتحليل والمقارنة بين تجارب الدول والتجربة العراقية ..وفي ذلك يبدو من الممكن القول :

أولا. تعد هذه المشاريع نموذجا متجددا للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتوليد فرص عمل حقيقية خارج سياقات الوظائف الحكومية .. وهناك منصات تدريب وتاهيل متخصصة ما زال العراق بعيداً جدا عن تطبيقها .

ثانيا. ضمن أدلة العمل لإدارة المشاريع هناك تخصص لمثل هذه المشاريع .. وأيضا لم تبرز تجارب عراقية بامتياز في هذا المجال.

ثالثا. ما جرى تطبيقه بنثر أموال القروض بعناوين مشاريع صغيرة ومتوسطة ممولة بقروض حكومية أو مبادرة البنك المركزي ومن قبلها المبادرة الزراعية والصناعية .. لم تنتهي الى إعادة تاهيل المصانع العراقية المتوقفة وهي اكثر من 5 آلاف مشروعا أو استكمال مشاريع جديدة متعثرة او العمل على منظومة مشاريع جديدة .. لماذا لان فهم تطبيقات هذه المشاريع ظلت اسيرة الشخص الواحد الي يمنح القرض وربما ينتهي مشروعه بشراء سيارة تكسي أو يوظفها في محل بسيط ولم تنتظم هذه المشاريع في منظومة انتاجية متسلسلة كما حصل في الهند وصعيد مصر وصحراء الامازبغ في الجزائر.

كيف تكون الحلول الأفضل لاعادة توجيه مثل هذه المشاريع ؟؟

هناك نموذجين معتمدين في تدريب المدربين على إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة الأول يعرف ببقعة الزيت والثاني يطلق عليه تتبع الاثر .

بقعة الزيت

من المعروف أن سكب نقاط من الزيت على الأرض لن يحدد بمكان سكبها ... واذا حاولنا سكب نقاط من الزيت على الأرض بطريقة ( ذكية) ستتصل هذه النقاط فيما بينها وتتغير لون الأرض تعبيراً عن وجود هذا الزيت .

بذات الطريقة يمكن صياغة أهداف برامج المشاريع الصغيرة والمتوسطة لانجاز كلي في مشروع تجاري أو صناعي كبير ... كيف يتم ذلك ..؟؟ من خلال الخبرة في دراسة الجدوى وهنا يبرز دور الحكومة كمخطط وقوة ادارية ومالية قابضة  لتحويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى مشاريع انتاجية كبرى .

تتبع الاثر

بغية نجاح هذا الاسلوب في التعامل مع أموال وفرص عمل متوالدة ..وقيمة صافي الأرباح كعائد للموازنة العامة للدولة وايضا للعاملين فيها .. تحتاج إلى نظام تتبع الاثر ... وهو أقرب إلى نموذج الرقابة ليس لعرقلة تقدم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بل لتقديم حلولا سريعة لاي تعثر في مسيرة العمل .. بالشكل الصحيح الذي يضمن شفافية متبادلة بين جميع الزملاء في القطاع الخاص والدولة وهي حالة  تواجه تحديات مفاسد المحاصصة ... كون مثل هذا العمل يتطلب أن يتصدى له موقع قيادي مسؤول في الدولة ... وهو ما لم يحصل حتى الآن.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك