د.حيدر البرزنجي
بعيداً عن كل ما يقال وعن كل السلبيات التي الصقت بهذا البلد واغلبها بقصدية واحقاد بدرية فلم ينصف الوطن حتى من أبناء الوطن بل كانوا أشد وطئة وأكثر تنكيل فهذا مالم يحدث حتى في عصر الظلام الأوربي حيث كان جان جاك روسو يتحدث عن التقدم والرفه والمدح والثناء وسط التخلف والدماء ومن هنا نتحدث عن العراق بعد سقوط الصنام
العصر الذهبي للعراق فعلاً وانصافاً ، هو الذي ابتدأ منذ 2003 ،ومازال متواصلاً - أكيد مثل هذا الكلام يثير ليس الحنق وحسب ، بل الكراهية دون حدود ، معقول بعد كل آلاف الاطنان من الكلام المركّز والمتسع والمتراكم ،عن الفساد العظيم والكوارث الاعظم التي جعلت العراق ،هو أسوأ بلدان العالم ، وعاصمته هي الاسوأ من بين العواصم ، وسيل الدماء والمفخخات والسرقات والمليشيات ، وكل من خذ وهات ، يأتي من يجرؤ على القول بعكس ذلك ؟؟؟ كم هو مستفيد من الفساد اذاً ؟؟ ثم تقرقع الأصوات وتعلو بالحديث عن ((مثقفي )) الفساد والكساد -ويبدأ الصياح : شلون مايردح ويانا ؟ -
ورغم كلّ ذلك سنقول لأصحاب العقول تعالوا نحسبها - بالعقول فقط - ونختصرها بنقاط محددة هي – وليردها من استطاع دون التفافات ومواربات :
1- في كل تاريخ العراق ، لم يسبق ان جرى تداول سلمي للسلطة ، ورأى العراقيون رئيساً أو رئيس وزراء أو وزيراً سابقاً ، يعيش بشكل طبيعي ،ويمارس السياسية – بل ومعارضاً للحكم القائم - دون أن يكون معتقلاً أو مقتولاً أو هارباً – أيام الملكية ،كان تداول السلطة يتم بإمرة واشراف الملك ،باعتباره القائد مطلق الصلاحية ،وليس انتخاباً مباشراً - .
2- لأول مرة يشهد بلد في المنطقة – وفي العراق بشكل خاص – خلّو سجونه من معتقلي الرأي ، ولم يسجل ان احداً اعتقل لرأي سياسي – سيقول البعض ان هناك من تمت تصفيته ، دون اثبات فعلي ان ذلك تم بسبب الرأي ..
3- لأول مرة تمارس الحرية الفردية في أقصى حالاتها ،حتى وصلت الى شتم رئيس أو رئيس وزراء ،أمامه بشكل مباشر ،دون أن يقتل أو يعتقل من فعل ذلك .
4- لأول مرّة تدخل كافة الكماليات غالبية البيوت ، وتمارس النسبة الأكبر من العراقيين ، السفر للسياحة والاستجمام ، وفي مختلف دول العالم .
5- لأول مرة ،يرتفع متوسط دخل الفرد العراقي بالمجمل ، الى حوالي 8000 $ سنوياً .
6- لأول مرّة يحتكم العراق الى دستور صوت عليه العراقيون بنسبة عالية واقتراع طوعي .
7- لأول مرة صار بإمكان معظم العراقيين امتلاك سيارة حديثة ، والسهر في المطاعم ،وتمتليء المولات والاسواق والمحلات التجارية بالمتبضعين والزائرين .
8- لأول مرّة ،يتسابق مئات الالاف من ابنائه ،للدفاع عن وطنهم ،من دون سوق اجباري ، أوهروب من دوريات الانضباط العسكري .
9- لأول مرة يعتصم متظاهرون ضد الحكومة والقوى السياسية ،في الساحات العامة وسط المدن ،ويستمرون في ذلك لأشهر طويلة – رغم وقوع ضحايا من المتظاهرين وقوات الأمن -.
10- لأول مرة تتكرر مشاهد التضامن الاجتماعي والأصالة المجتمعية ، والقيم الحقيقية للعراقي بشكل عام ، فرداً ومجتمعاً ، دون ضغوط وإكراه ،ودون تشويه وأوصاف جاهزة .
هذه وقائع مشهودة ومجسّدة ، ولابد للمؤرخ الموضوعي من ذكرها بصرف النظر عن رأيه .
هنا ينبغي الاشارة الى : الفساد ونهب الاموال العامة – غير المحدد بأرقام ووثائق علمية رصينة ومحايدة - والفشل في ادارة الدولة ونقص الخدمات – نقص وليس انعدام - والفقر الشديد ،وسكان العشوائيات ، كله موجود كذلك ، كما الاشارة الى وجود الارهاب وظهور داعش والانقسامات السياسية ، والتحريض ونشر الكراهية – وغيرها من الظواهر ، لكن ذلك لم يوقف المؤشرات الأولى، بالتالي يُطرح السؤال : هل كان بإمكان العراق وبكل الظروف التي عاشها ،أن يكون أفضل من ذلك ؟؟ وأين يقع قياساً بمراحل التاريخ – اقله الحديث منه - ؟؟؟ ويبقى مسار النظرة بعين واحدة مستمر لو تحدثت بكل السلبيات والايجابيات
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)