المقالات

لماذا لم تفتي المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي في العراق [الحلقة الثانية]  

1772 2020-04-15

حيدر الطائي

 

·        المرجعية ودورها بين فترة سقوط النظام البعثي وبين فترة بدايات النظام الجديد.

 

منذ أن تسنم حزب البعث مقاليد الحكم في العراق امعن في زرع الخوف والحرمان والفقر والجوع وتكريس الطائفية والعرقية والعنصرية وهيمنة العوائل القروية على سائر المجتمع. واللعب في مقدرات الشعب العراقي وممارسة أقسى أنواع البطش والإرهاب فيه وإعدام خيرة العراقيين وقتل الأنفس والعلماء والمعارضين بشتى انواعهم وممارسة الدكتاتورية وكبت الحريات العامة وحبس الحقوق وإشاعة ثقافة الكراهيه وممارسة عمليات تهجير المواطنين.

وقد قام النظام البعثي المجرم بسابقة لم يكن لها مثيلاًفي تاريخ العراق الحديث. فغرس روح الكراهية بين أطياف المجتمع العراقي. فقصف المراقد المقدسة وفرض الحصار على العراق من قبل الأمم المتحدة على أثر غزو الكويت من قبل سياسات صدام وأخطائه وتبعاته.  وأدى الحصار إلى تدمير المقومات الاقتصادية للمجتمع العراقي. وأثّر الحصار أيضًا على الجانب الأخلاقي والنفسي لكل شرائح المجتمع مسببًا تفشي الجريمة والفساد الاجتماعي والإداري في أنحاء البلاد. وإطلاق النظام حملته الإيمانية في محاولة منه لإخفاء معاناة الشعب الذي كان يأن تحت وطأة المجاعة والفقر. وكانوا رواد جماعات هذه الحملة هم من العناصر التكفيرية والمنحرفة التي بثت أفكارها في صفوف المجتمع وتغيير قيمه الأخلاقية والدينية وتحولت هذه الجماعات إلى مجاميع إرهابية مسلحة مارست القتل والإجرام بحق الشعب العراقي وذلك بعد سقوط النظام البعثي

وكذلك أصبحت بعض من هذه الجماعات مرجعيات منحرفة وحركات متطرفة لازالت رواسبها سارية في المجتمع.

وقد عانت مؤسسة المرجعية أشد معانات من الحقبة الدكتاتورية الحاكمة ولم تسلم هي من بطشه لكن ظلت المرجعية الدينية محافظة على اصالتها وصمدت بوجه الأعاصير العاتية رغم القتل والاعدامات والحرب النفسية والاعتقالات التي تعرضت لها. حتى في أواخر الحكم الصدّامي وما يعانيه من ضعف في سنواته هذه وتوحد العالم على جبهة واحدة لأسقاطه لأنه أصبح مصدر قلق يعرض الأمن القومي العالمي للخطر. ولهذا كانت كل تداعيات النظام ومجازره وأعماله الوحشية أصبحت واضحة للمجتمع الدولي

وبات العراق وفق المعطيات أن يتخلص من هذا النظام

وهذا ما كانت تراه المرجعية وتتمنى إسقاطه وفق برنامج رسمي قانوني بإشراف من الأمم المتحدة وكانت نظرة المرجعية ابعد من ذلك حيثُ كانت راسمةً مشروع (حكم العراقيين لبلدهم) بدون تدخل من أي طرفٍ خارجي

فكانت مهمة إسقاط النظام وترك الحكم للعراقيين هي السائدة. ووقفت المرجعية كامل نشاطاتها حتى لا تكون ذريعة للنظام من أن يحسب أي ظاهرة على إنها إخلال بالأمن القومي العراقي. ومما يعرض كيان المرجعية للخطر ويكون الفراغ هو السائد بعد سقوط النظام وهذا مانجحت به المرجعية الدينية التي هي المؤسسة الوحيدة التي ظلت محافظة على كيانها. من الضياع والزوال ... يتبع...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك