🖋 الشيخ محمد الربيعي
[ وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ]
من الامور الاساسية والمهمة التي يركز القران الكريم عليها ، ونوه لها ان الانسان يتحمل مسؤولية فكره .
حيث اراد الله تبارك وتعالى للانسان ان يعيش أصالة فكره ، وحريته بهذا الاتجاه حتى تنطلق مسؤوليته ولهذا نلاحظ ان الله لايحمل المستكبرين مسؤولية اتباع المستضعفين لهم ،كما لايحمل الشيطان مسؤولية إضلالنا ،وانما الانسان يتحمل ذلك الانحراف والضلاله المتوجه لها كما هو الواضح من الاية التي بدأنا بها صدر حديثنا في سورة ابراهيم اية ( ٢١ ) .
والواقع علينا نحن تحكيم عقولنا فيما نقرأ ونسمع والتأمل به جيدا ومن ثم التدقيق في واقعه انه مع الحق ام في توجه الباطل ؟ ،حيث ان الله خلقنا اقوياء في افكارنا واوجد لنا الذات المفكرة الواعية وعلينا العمل بتلك الذات الاصيلة ،لا ان نجعلها ذات ضائعة وتائهة عن طريق فقدها ارادتها وحريتها من خلال تردد مايقوله الاخرين ،دون أي إعمال للفكر الذي جمد ثم بعد ذلك تحرك وفق الجهل الذي سيستغل من قبل الاخرين .
ولهذا اودع للانسان عقل يستطيع ان يدرك به الحقائق ولك ايها الانسان عينيك تبصر بهما الموجودات واذنيك ،ولك واقع يعرفك الحقيقة ، وتستطيع بكل تلك الادوات معرفة ان وعد الله حق ووعد الشيطان باطل فلماذا تدخل طريق المقارنات بين الحق والباطل ومن ثم تقول الشيطان اضلني ،على الرغم ان الشيطان الجن والانس ليس لهم سلطان عليك ؟ ولم يفرضوا الضلالة عليك ؟ ،نعم الشيطان بكلا صنفيه ( الجن والانس ) ، هو هيأ لك الاجواء في وقت الذي انت تمتلك القدرة على التمرد على اجوائه .
ان مسألة الفكر لدى الانسان ،هي مسألة أن الله يريد للانسان ان يكون انسانا صلبا في عقله وصلبا في ارادته وصلبا في موقفه ، لا أن يكون الصدى ، والظل ،او كمية مهملة لامعنى لها .
يا ابناء العراق الشجعان
لابد من التحلي بروح المسؤولية في الفكر وان نكون اصحاب وضوح وبينة في شؤوننا وبذلك سنمتلك الضمير الحي الذي يتحرك في خط المسؤولية في خط الله تبارك وتعالى في مستوى إعلاء مستوى الانسان والحياة .
https://telegram.me/buratha