🖋 قاسم العبودي
في خطوة أستباقية جديدة عرضت الولايات المتحدة الأمريكية ، مبادرة أتفاق أطاري جديد مع الحكومة العراقية التي تعتبر حكومة تصريف أعمال ، للألتفاف على المطلب البرلماني القاضي بأخراج القوات الأجنبية ، والذي تفاعل معه نواب الشيعة ، بمعزل عن الكتلتين السنية والكردية ، التي لم تحضرا تحت قبة البرلمان للتصويت عليه ، سلباً أم أيجاباً .
يبدو هناك مقبولية للأتفاق الجديد من قبل الجانب العراقي الحكومي الذي أبدا قبوله بأستحياء وغموض . ربما يعتبر هذا القبول الخجل فيه خرقا دستوريا ، لكن السؤال الذي يبرز هنا ، لماذا تعلن واشنطن نيتها الأنسحاب ، ومن ثم تطلب أتفاق جديد مع الجانب العراقي ؟
يبدو أن الأنتخابات الأمريكية التي تفرض مقبولية ترامب مره أخرى والعودة به الى رئاسة الولايات المتحدة ، مقرونه بخروج قوات بلاده ، والعودة بجنوده أحياء الى أمريكا ، وهذا صعب تحقيقه في ظل تهديدات فصائل المقاومة التي أعلنت وبكل وضوح أن التواجد الأمريكي يجب الرحيل أو الزوال ، وفي كلتا الحالتين فأن الخسارة الأمريكية واقعة لا محاله .
قتل الجنود الأمريكان تعني خسارة ترامب لدورة أنتخابية أخرى . وسحب جنوده تعني خسارة قواعد أمريكية ستراتيجية ، ربما تعرض الأمن القومي الأمريكي الى خطر وطبعا ذلك بحسب المنظور الأمريكي .
أعلن وزير الخارجية للولايات المتحدة في أكثر من خطاب ، بأن الساسة العراقيين ، عندما يكونون معه في الغرف المغلقة فأنهم يبدون أمتعاضهم من الخروج الأمريكي خارج العراق . ربما تكون هذه أشاره خبيثة لخلط أوراق القرار البرلماني ، والمطلب الشعبي القاضي بخروج قوات أمريكا . أو ربما أشارة الوزير الأمريكي لنواب الكتلتين الكوردية والسنية ، اللتان لم تصوتا على قرار أخراج القوات الأجنبية من العراق . في كل الحالتين تصريح الوزير الأمريكي لايخلو من خبث سياسي دأب عليه سياسيو واشنطن .
من جانب آخر يبدو هناك أنقسام أيدلوجي لدى فصائل المقاومة التي تباينت مواقفها بين مؤيد وبين رافض لتكليف مصطفى الكاظمي ، الورقة الأمريكية التي تحاول واشنطن اللعب بها في هذه المرحلة الحساسة و التأريخية في الداخل العراقي ، هذا الأنقسام أستثمرته واشنطن بدق أسفين الضغط النفسي على كتائب حزب الله ، لتسويقه للشعب العراقي على أن الكتائب من يغامر بأمن الشعب العراقي ويهدد سلمه وأستقراره ، وذلك لأن الكتائب الفصيل الوحيد الذي كشف عورة الولايات المتحدة وكل مخططاته الرامية لشق الأجماع الوطني لفصائل المقاومة . أعتقد أن التكتيك الأمريكي لايخلو من مغامره جديدة ، ربما تذهب بالعملية السياسية الى منعطفات قد تكون الأخطر في تأريخ العراق ما بعد صدام حسين .
أجمالا ، الولايات المتحدة الآن في أضعف حالاتها وعلى جميع المستويات ، لذا تحاول جاهدة تصدير أزماتها الداخلية بمناورات ربما تكلفها الكثير من الخسائر فيما أذا ذهبت الى الأبقاء على قواتها العسكرية داخل العراق ، خصوصاً بعد التطور الملحوظ ، والنجاح الكبير لقوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة التي خبرت الأساليب التكتيكية للقوات الأمريكية .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha