🖋 قاسم العبودي
بصريح العبارة ،صرح السيد مصطفى الكاظمي بأن تكليفه كان خيار أزمة ، وليس نتاج صناديق الأقتراع .
أعتقد أن تكليف السيد الكاظمي ، كان خيار صدفة . نعم ربما لو كان هناك صندوق أقتراع ، كما صرح هو بنفسه ، لما كان يحلم أن يكون مديرا لمكتب رئيس الوزراء ، فضلا عن قيادة حكومة جمهورية العراق .
والسبب واضح للعيان ، كون الرجل لايمتلك خزين سياسي ، أو خدمة جهادية ، لأنه فر من العراق لضيق ذات اليد للعيش في بلد قد نخرته العقوبات الدولية أبان حكم البعث وصدام .
جميع الذين عايشوا الكاظمي ، لم يشر أحدهم بأنخراطه بأي عمل سياسي أو حزبي في المنفى الطوعي الذي أختاره . فلا رصيد سياسي ولا أنتماء حزبي ، فضلا عن الأنزواء بعيد عن كل ما يمس الجهاد ضد نظام البعث .
لذا ليس من الصعب أن لا يكون للكاظمي موطأ قدم في أدارة دفة الحكم في العراق ، بوقت تعصف في البلد أزمات ربما قل نظيرها في بلد آخر .
جميع الأمتيازات التي توصل الزعماء الى أدارة رئاسة أي بلد في العالم ، الكاظمي لا يمتلك نصفها أن لم نقل أقل من ربعها ، سوى أدارة بسيطة جداً لجهاز المخابرات العراقي ، والذي وصل الى رئاسته بطريقة ( العوائل ) .
يبدو حظوظ السيد مصطفى الكاظمي آخذه بالتلاشي ، في ظل محاصصة بغيضة أثقلت البلاد وألقت بوزرها على العباد ، ولم يجني العراق منها سوى الخراب . فلا أعتقد بوجود أمكانية فولاذية لدى الكاظمي للعبور بالعراق الى الضفة الأخرى التي فشل فيها كثير من رؤساء الحكومات المتعاقبة منذ عام ٢٠٠٣ الى اليوم .
كثيرة هي التحديات التي تعيق عودة العراق الى الحاظنة الدولية ، فلا سبيل أمام الرئيس المكلف كي يعبر بكابينته الوزارية ألا بأرضاء الكتل التي جائت به للتكليف . فأذا رضخ للأبتزاز السياسي بأعطاء الوزارات ، فأن الفشل سيكون حليفه كما فشل فيه غيره .
أما أذا لم يضغط لرغبات الكتل ، فأن عبور كابينته تحت قبة البرلمان ستكون غاية في الصعوبة، في وقت هناك أنسداد سياسي عالي الوتيرة لدى أكثر الكتل السياسية .
حتى لا يقع السيد الكاظمي في فخ التكليف المتعسر ، أعتقد عليه الأستفادة من تكليف السيد محمد توفيق علاوي الذي لم يطلع الشارع العراقي على أسباب أخفاقه لهذه اللحظة .
يجب على السيد مصطفى الكاظمي مكاشفة الشارع العراقي الذي أبدا تذمره الواضح من حالة السكون التي أرخت بظلالها على مجريات حياته اليومية . عليه أن يكشف للجمهور من هي الكتل التي تحاول أبتزازه في مرحلة التكليف هذا أولاُ .
وثانيا عليه العمل الجاد بالأبتعاد عن الأجندة الأمريكية التي أثبتت من خلال التجربة ، أنها لا تريد الخير للعراق كونها تريد العراق أن يصبح ساحة صراع أقليمي في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العراق والعالم على حد سواء .
أظن المسألة صعبه وشائكة ، وعليه أن يصنع لنفسه تأريخ يليق به بأعتباره كلف لرئاسة دولة كبيرة أسمها العراق .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha