عبد الزهرة البياتي
قبل كل شيء لابد من الاعتراف بأن ثورة الاتصالات العالمية والانترنيت قد عصفت بالكثير مما اعتدنا عليه من انماط تقليدية في وسائل الا علام المرئي( التلفاز) والمسموع( الاذاعة) والمقروء(الصحافة الورقية) وقلبت هذه الثورة الكثير من القواعد والاساليب رأسا على عقب وحتم على القائمين في مهنة الاعلام البحث عن افكار جديدة وتقنيات اكثر حداثوية لمجاراة ما يحصل من تطورات ولنعترف بان الصحافة الورقية هي اكثر وسائل الاعلام عرضة للتحديات ولعل ما يحصل الان خير شاهد على ذالك فقد ادى انتشار فايروس كورونا الذي حصد ارواح اكثر من (٧٣)الف ضحية لحد الان في العالم وبلغت الاصابات به اكثر من مليون شخص عالميا وما استتبعه من حظر للتجوال وانقطاع للطرق والاقامة الجبريه للناس في البيوت الى تعطل عمليه التوزيع عندنا او في دول العالم والتي تعد عملية مفصلية في ايصال المطبوع اذ ليس من الحكمة ان تحصل على الخبر وتحرره وتطبع جريدتك لكن ليس هناك من يوصلها الى المتلقي او القاريء.. اذن الصحافة الورقية تعيش محنة حقيقية توقف عليها احتجابها القسري عن الصدور والاستعانة عن ذالك بالاصدار الالكتروني لحين تجاوز المحنة الراهنة التي ضربت بالصميم جميع العاملين في الصحافة الورقية واقعدتهم البيوت رغما على خشومهم لكن بالمقابل من الخطأ القول ان نجم الصحافة الورقية بدأ بالافول بل هي ستبقى صامدة الى ما شاء من الزمن طالما كان هناك قراء لها عاشقون ومدمنون على التعامل مع ورقها الاصفر وحبرها المعتق وهم يتعاملون معها كما الخبز والماء والهواء..قوة الصحافة الورقية يكمن اذا في ذالك العشق المتأصل في النفوس لانها توثق الاحداث اليومية وتتحول الى ارشيف يقلبه القراء في البيوت متى ارادوا بعد سنوات او ربما عقود.. لعن الله فايروس كورونا الذي عطل الحياة لكن النصر عليه ات بفضل عقول تشتغل ليلا نهارا لايجاد لقاح مضاد.
ملاحظة: المقال نشر قبل اسبوع في البينة الجديدة الصادرة الكتروني
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)