✍️ إياد الإمارة
▪ قبل الشروع بالحديث عن شأن كردي "خاص" ليس بعيداً عن شأننا نحن "العراقيون" جميعاً أريد أن ادون اربع مقدمات:
أنا أُحب كرد العراق كثيراً فقد عشت معهم فترة ليست قصيرة في الجبال والكهوف والسهول عند بقايا عيون الماء التي نجت من بطش الديكتاتور المقبور صدام، في إطلال مدن لم تشهد الإعمار بعد، عشت مع الأخوة البيشمركة وقد تقاسمنا رغيف الخبز وأماكن الجلوس حول مواقد الجمر في ليالي "كرستان" الجميلة الباردة..
قد يكون لهم الحق كل الحق في أن يحاولوا الحصول على أكبر قدر من الحقوق من الدولة العراقية في المركز، لهم أسبابهم التي قد تكون منطقية ومقبولة، لا ننفعل نحن في الوسط والجنوب كثيراً لأن كل ما يأخذه الكرد سواء كان حقاً مشروعاً أو غير مشروع فهو ليس سبباً في تردي الوضع في مدننا التي تعج بالميزانيات "المرجعوعة" وبسوء الإدارة..
القضية الكردية قضية معقدة للغاية مرتبطة بأربع دول في المنطقة، ولا تستطيع هذه الدول التفرد بالتعامل معها، وهي لا تجتمع كثيراً على رؤى موحدة إتجاهها..
بعض من تحالفات "بعض" القوى والحركات الكردية عليها ما عليها من مؤشرات ومؤآخذات أضرت وتضر بالقضية الكردية بصورة عامة وفي مناطق تواجدهم داخل الدول الأربعة بصورة خاصة..
بدأ الكرد يشكلون ورقة مهمة في حراك هذه المنطقة السياسي في العصر الحديث مطلع القرن العشرين بعد أن أُهمِلَتْ معاهدة سيفر (١٩٢٠) التي تضمنت في احد بنودها تخلي تركيا عن جميع الأراضي العثمانية التي يسكنها غير الناطقين بالتركية، وبعد إنحياز الدول العظمى المتحكمة بخيوط الصراع لصالح أتاتورك وجمهوريته خلال توقيع معاهدة لوزان (١٩٢٣) بتناسيها حقوق الكرد، مرت القضية الكردية بمنعطفات وتغيرات كثيرة كان منها قيام جمهورية مهاباد الكردية (١٩٤٦)، وكان منها الصراع الكردي _الكردي الذي بلغ ذروته في إجتياح سليمانية عام (١٩٩٦) وقد كنت من بين الذين عاصروا أحداثه بأدق التفاصيل وكدت أن افقدةحياتي فيه ولا يزال أثر الإصابة التي تعرضت لها خلال هذا الإجتياح موجوداً على جسمي، هذا الصراع هو ما أحاول الإشارة اليه سريعاً في هذا المقال بعد أخبار وبيان عن وجود إختلافات بين الحزبين الكرديين الكبيرين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني، الخلافات في كردستان موجودة وهي ليست بالجديدة قد تكون قد تأجلت منذ العام (٢٠٠٣) أو خفت وطأتها لكنها موجودة بين القوى الكردستانية بعضها مع البعض الآخر أو في داخل هذه القوى نفسها، لقد حدثت إنشقاقات وتصدعات مضرة بمصلحة الكرد في إقليمهم العراقي الشمالي، والتوتر الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية وبعض الأخبار التي تردنا من الأقليم أعادت الى ذهني المشهد الكردي اواسط تسعينيات القرن الماضي، خصوصاً والعالم يمر بجائحة غير مسبوقة ينظر لها على أنها ستعيد ترتيب أوراق العالم قسرياً، ولعل من هذه الأوراق علاقة الكرد مع بعضهم البض، وشخصياً أنا لا أتمنى لكرد العراق بروز أي خلاف فيما بينهم أو مع شركائهم في الوطن، انا اتمنى لنا جميعاً السلام والحياة الحرة الكريمة.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha